الجمعة 27 مايو ,2022 الساعة: 03:45 مساءً
الحرف28 - خاص
علم الحرف 28 أن المفاوضات الجارية في العاصمة الأردنية عمان بشأن رفع الحصار عن تعز لم تصل الى أي نتيجة بسبب رفض الحوثيين فتح الطرق الرئيسية وتعمدهم تضييع الوقت وطرح مقترحات بفتح معابر بديلة عن الطرق الرئيسية.
وقالت مصادر قريبة من المفاوضات بين ممثلين للحكومة اليمنية ومليشيا الحوثي برعاية المبعوث الأممي إن وفد المليشيا يرفض لليوم الثالث على التوالي من المفاوضات، التعاطي مع مطالب فتح الطرق الرئيسية التي تحاصر من خلالها مركز مدينة تعز من اتجاهاتها الثلاثة وانها تتعمد تضييع الوقت المتبقي من الهدنة بخطابات دون اي ضغط من الامم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن هانز غروندبيرغ.
وتوشك الهدنة التي بدأت مطلع ابريل الفائت على الإنتهاء دون أن تنفذ مليشيا الحوثي اي بند من بنود الهدنة الأممية التي نتجت عن مفاوضات بين الحوثيين والسعودية في العاصمة العمانية مسقط.
وبينما نفذت الحكومة اليمنية والتحالف كافة البنود الرئيسية للهدنة من وقف لإطلاق النار واتاحة دخول سفن المشتقات النفطية وفتح مطار صنعاء للرحلات الجوية، ترفض المليشيا رفع الحصار عن تعز ومنحتها بنود الهدنة امتياز التلاعب بالوقت ،حسب مراقبين، حين حولت رفع الحصار وهو ملف انساني إلى بند للتفاوض.
وطبق المصادر فإن ممثلي مليشيات الحوثي يتلاعبون بالوقت و يعرضون مقترحات تكرس الحصار المفروض على المحافظة ومنها فتح معابر أخرى وعرة لم تكن ضمن الطرق المؤدية الى المدينة من قبل وكانت مليشيا الحوثي قد عجزت عن الوصول إليها أثناء الحرب وواجهت فيها مقاومة شديدة.
وقالت المصادر إن الحوثيين يطرحون استحداث معبر من شرقي جبل صبر تبدأ من نقيل الإبل شرقا وتمر عبر منطقة الصرمين وأبعر الجبلية لتصل إلى صالة جنوب شرق المدينة.
ومعلوم ان هذه المنطقة المقترحة جبلية وشديدة الوعورة، كانت تحاول المليشيا شق طريق منها للتمركز العسكري والالتفاف منها قبل أن تسيطر عليها القوات الحكومية وشهدت مواجهات عنيفة فيها.
أما المعبر الآخر الذي عرضه وفد مليشيا الحوثي برئاسة يحيى الرزامي، فهو مستحدث ولم يكن طريقا إلى المدينة، يبدأ من الستين الشمالي مرورا بمصنع الصابون شمال غرب المدينة، ثم شق طريق للوصول الى المدينة عبر مدينة النور القريبة من خطوط التماس في منطقة الدفاع الجوي شمالا بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي.
وقال خبير عسكري للحرف 28 إن "مقترحات وفد مليشيا الحوثي بقدر ما تؤكد رفضها رفع الحصار عن تعز فإنها تؤكد أيضا رغبتها في تحويل المفاوضات الى فرصة لشق طرق جديدة تمكن مسلحيها من الحصول على منافذ جديدة لمهاجمة المدينة والتسلل إليها".
واستغرب الخبير العسكري قبول الأمم المتحدة والحكومة الشرعية والتحالف تحويل ملف إنساني إلى بند للمفاوضات، محذرًا من تحويل المفاوضات الى فرصة للحوثي لتعزيز إطباقه على المحافظة ومنحه مزايا عسكرية جديدة.
وأضاف: الملاحظ ان الحوثيين يستغلون استحواذ التحالف على قرار الشرعية ورغبة السعودية في إيقاف الحرب بأي ثمن حتى لو كان على حساب تعز والشعب اليمني عامة.
وتفرض مليشيا الحوثي حصارا خانقا على مدينة ومحافظة تعز ذات الكثافة السكانية ( 5 ملايين نسمة) للسنة الثامنة من الحرب من اتجاه الشرق والشمال والغرب، وكانت القوات الحكومية قد نجحت في فتح طريق جنوبي المحافظة يصلها بمدينة عدن، لكنه طويل ووعر وتعرض للخراب بسبب الضغط الشديد عليه كممر للمسافرين وادخال السلع والبضائع.
وتغلق مليشيا الحوثي طرقا رئيسية من اتجاه الكمب القصر الجمهوري ومن اتجاه فرزة صنعاء المؤدية للحوبان شمال شرق.
كما تغلق طريقا رئيسيا تصل المدينة بجزءها الشمالي من جهة عصيفرة والستين، في حين قطعت المدخل الغربي الرئيسي من جهة مصنع الصابون، في حصار مطبق على الداخلين والخارجين من المدينة.
وعمدت المليشيات ا لى زراعة تلك الطرق الرئيسية بآلاف الألغام وتفخيخ المباني.
وتسبب الحصار بمعاناة هائلة للسكان ومئات الوفيات وخسائر مادية كبيرة بسبب الطرق الالتفافية الجبلية الوعرة، فضلا عن الإبتزاز والتفتيش والاختطاف في المنافذ الالتفافية البعيدة .
ورغم شكوى سكان المحافظة منه طيلة فترة الحرب ودخوله العام الثامن، فقد ظل ملفا ثانويا للتحالف بقيادة السعودية.
ويقول ناشطون إن التحالف السعودي الإماراتي تعمد اطرافه إدامة معاناة المحافظة، من خلال ابقاءها محاصرة رغم امكانياته العسكرية الضخمة وتركيزه على السيطرة على سواحل المحافظة الاستراتيجية المطلة على باب المندب.