تشريح التدخل الخارجي في اليمن وزيارة الرئيس للإمارات والسعودية
الثلاثاء 16 أُغسطس ,2022 الساعة: 07:41 مساءً

كيف تبدأ الحروب؟
وكيف نطبق مبادئ الحروب والتدخلات الخارجية على ما يحدث في اليمن؟
وما وضع اليمن، الآن، مع الإمارات والسعودية وإيران؟
وكيف يمكن أن نساعد رئيس اليمن مع السعودية والإمارات؟

سنبدأ بالحروب حتى نصل إلى الرئيس.
أولا: إنما العاجز من لا يستبد
تبدأ الحرب عندما تتوفر القوة لمجتمع أو دولة بحيث يستطيع أن يغزو مجتمعات أو دولا أخرى.

قوة خارجية طامحة طامعة بداخلها حيوية وعنفوان وتريد المزيد من على حساب الجيران.
مثل كل الحروب الاستعمارية.
وهو التوصيف المناسب للحروب التي تشنها إيران في المنطقة، الآن.

التمدد والتوسع العنيف لإيران، يحصل لسبب بسيط وهو أنها "تستطيع" أن تتدخل وسط الخواء والفراغ الداخلي.

العنف والعنفوان، يشرح وضع إيران.
الفراغ والخواء يشرح وضع جيران إيران.

إيران دخلت بلادنا بمزيج من الصبر والقوة والخزعبلات وبمبدأ إنما العاجز من لا يستبد.

إيران، دخلت البلاد العربية بمزيج من صبر حائك نسيج السجاد الفارسي الذي يعمل بتأني ومن سيف الإمبراطورية الفارسية الخبير باستعمال القوة وخزعبلات تفسيرها للتاريخ والدين الإسلامي.

برطعة وعربدة إيران في البلاد العربية، يحصل فقط تطبيقا لقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي: "إنما العاجز من لا يستبد".
ولد هذا الشاعر في ٦٤٤ ميلادية/٢٣ هجرية وتوفى في ٧١١ ميلادية/٩٣ هجرية أيام الدولة الأموية.
تغزل هذا الشاعر العربي بحبيبته هند بنت الحارث المرية قائلا:

ليت هنداً أنجزتنا ما تَعدْ
وشَفَتْ أنفسنا مما تَجِدْ
واستبدتْ مرة واحدة
إنما العاجز من لا يستبدْ
كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا
ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَد

خلد العرب هذا النصف البيت الشعري: "إنما العاجز من لا يستبد".
وصار مثلا على حكمتهم وفطنتهم وعذوبة الكلمات في لسانهم ومعرفة لأهمية الكلام والبلاغة في تحديد هويتهم.
وصار- في رأيي الشخصي- مبدأ استراتيجيا عالميا.
ثانيا: مبدأ ثيوسايديديس

قوة خارجية عتيدة في حالة انحسار تريد القضاء على دولة خارجية في حالة التبرعم والنشوء قبل أن تصبح تهديدا.
مبدأ ثيوسايديديس Thucydides Trap
هكذا فسر هذا الجنرال والمؤرخ من أثينا القديمة الحرب مع اسبرطة بقوله أن هجوم اسبرطة على أثينا بدون سبب ظاهر هو أن اسبرطة التي كانت تنحدر لم تستطع تحمل بروز وبزوغ نجم أثينا، فهاجمتها.

وصار هذا مبدأ استراتيجيا يستعمل في تفسير بعض الحروب في كثير من العصور وعلى رأسها مبادرة النمسا المتهاوية بشن الحرب التي ابتدأت الحرب العالمية الأولى،
وحتى أنهم يتنبأوا بأنه سيكون السبب لحرب قادمة بين أمريكا والصين.

عاصفة الحزم
يمكن القول بأن شن السعودية لعاصفة الحزم كانت خوفا من تنامي دور الحوثيين الكارهين للسعودية على حدودها الجنوبية.
وكان خوفا من طموح وطمع إيران التي تحاصرها من كل الجهات.

ثالثا: الفراغ وضعف الفريسة

الفراغ والخواء داخلي في بلاد فاشلة أو في الطريق إلى الفشل، يجعلها لقمة سائغة يتلطشها كل من يستطيع أن يخطف منها شيئا.

حتى أبناء البلدان الفاشلة يمدون أيديهم على أوطانهم ويتلطشون من عرضِها وينتهكون عرضَها ويمزقون أرضها
ويتعاملون مع القوى الخارجية أو يعملون لحسابها كعملاء باليومية وبالمقاولة وتحت كل الرايات المتناقضة.

اليمن- مثل غيرها من شراذم دول العرب الأربع- يحدث فيها كل هذا.

لا تتدخل الدول بسبب البند السابع.

كل التدخلات الخارجية في سوريا ولبنان والعراق وصنعاء وعدن، هذه الأيام، ليست بسبب البند السابع.

إيران، تتدخل بسبب أنها ترى أن الجزيرة العربية كلها كتلة فراغ وخواء وجاهزة للبسط عليها.
إيران تريد التوسع والهيمنة والسيطرة والسيادة على مكة والمدينة وصبغ المنطقة مذهبيا بالشيعية ولزعامة العالم الإسلامي

توصيف الفراغ والخواء
عند توصيف الوضع كحالة فراغ وخواء في كل هذه الشراذم من الدول العربية، فإننا سنرتكز فيه على:
أ- تدهور حال الإنسان داخلها 
ب- نزوح سكانها بالملايين إلى بلاد الله الواسعة
ج- وجود تدخلات "خارجية "
د- أيدي "محلية" تعمل لحساب دول الإقليم

رابعا: طريق اليمن إلى الفراغ والخواء
تخلخلت اليمن وضاع بأسها في فراغ وخواء وانجذبت إليها قوى الخارج.
هذه هي أسباب وقوع اليمن في الفراغ في العقود الأخيرة

١- أمراض العصبيات الثلاث:
عصبية سلالية - عصبية قبلية - عصبية مناطقية

٢- فشل حكم ٣٣ سنة في الحوكمة والنمو الاقتصادي

٣- انعدام سيادة القضاء والقانون والدستور

٤- انهيار الطبقة المتوسطة
أشعل كل التوترات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الكامنة
رابعا: اليمن بين الجيران
كيف تطورت الأمور في اليمن هذه الأيام.

١- الحليف يجعث اليمن
اليمن، يتم جعثها الآن من رأسها إلى أخمص قدمها بالجيران.

اليمن، لا تنتفض الآن بسبب أمراضها وعصبياتها التاريخية والجغرافية المزمنة ولكن بسبب جعث ونعث الجيران وتلاعبهم ولعبهم بأهواء وأطماع أبناء اليمن أنفسهم الذي يتلطشون ببلادهم ويلطشونها بأنفسهم أو بالتشجيع والتمويل والتجهيز من الجيران.

٢- عدو اليمن يضرب حليف اليمن
التدخل الإيراني يصرع تدخل الإمارات والسعودية وينهيه تماما في كل شبر يسيطر عليه الحوثيون.

وانتصارات الحوثيين على اليمنيين والسعوديين والإماراتيين داخل اليمن يلقي بالإحباط والاكتئاب والإحساس باللاجدوى وقلة القيمة في كل صفوف اليمنيين الذين يؤيدون التحالف مع السعودية والإمارات وحتى في قلوب أهلنا في كل اليمن وخارج اليمن وحتى أؤلئك الذين يرزحون تحت أغلال الحوثي.

٣- الحليف وسياسة فرق تسد
ضرب مكونات بمكونات أخرى كما يتم الآن ضرب حزب الإصلاح بقوى السلفيين والانفصاليين وبتشجيع معنوي من العفاشيين وبعض الحزبيين.

السعودية والإمارات وأمريكا، كانوا قد ابتكروا لمكونات اليمن اللَّطَّاشة المُتَلِطَّشة:
أ- شيئا ماديا عمليا يتبخترون بإسمه وكراسي يجلسون عليها الذي هو "مجلس الرئاسة القيادي".
ب- وابتكروا لهم قيما أخلاقية التي هي "التوافق".

ولكن بدلا من أن يثبت "حلفاء وأصدقاء اليمن كراسي "المجلس الرئاسي" وبدلا من أن يحموا قيم "التوافق"، فإنهم يفتكون بالمجلس الرئاسي بإطلاق عنان وأربطة بعضهم، وتجهيز بعضهم على بعضهم ليفتكوا ببعضهم البعض.

الحلفاء والأصدقاء أعادوا لوردات الحرب إلى مرحلة اللطش والتلطاش والهبش والتهباش بعد أن كانوا قد زينوهم بأن جعلوهم "توافقيون".
خامسا: زيارة الرئيس للإمارات والسعودي. 
 
هذه المقالة هي تشريح للدور الخارجي الإيراني والسعودي في اليمن.

واليمنيون يقولون أن الرئيس رشاد العليمي مجرد صنيعة للإمارات والسعودية.

واليوم، يبدأ الرئيس رشاد العليمي زيارة أبو ظبي والرياض.

وأنا أؤيد الرئيس رشاد العليمي وأؤيد الإمارات وأؤيد السعودية وأؤيد حزب الإصلاح.

وأنا أؤيد اليمن.

ولكن قبل كل هؤلاء فإن تأييدي وولائي المطلق إنما هو لليمن وفقط.

١- تأييد حزب الإصلاح
أؤيد ألا يحاول أي أحد اجتثاث حزب الإصلاح.

وبنفس الطريقة التي أؤيد بها بقاء أي مكون يمني لا يرفع علي ولا على اليمنيين السلاح.

وأقف بشراسة ضد أي أحد يمني "يبدأ" برفع السلاح على أي أحد يمني.

كل مكون يمني مهما كان مليئ بالزلات والعيوب، ولا يستطيع أي مكون إدعاء احتكار العفة والطهارة والنبل والأخلاق والديانة، ويمكن أن يستمروا على علاتهم ولكن لا يمكن أبدا أن يبدؤوا برفع السلاح على بعضهم البعض سواء من ذوات أنفسهم أو بإدارتهم مثل مفتاح الزنبرك للدمى والألعاب من قبل إيران والإمارات والسعودية.

ولكن على حزب الإصلاح أن يجد طريقة للتفاهم مع بقية اليمنيين بشأن اختلالات جيوش المقاومة وما يقال عن الجيش الوطني وعن الوصول لابتكارات مرضية لإعادة هيكلة الجيش الوطني وعن اختلالات الأمن في تعز.

ويجب أن يكون كل شيئ وكل إعادة هيكلة برضى وضمانات لحزب الإصلاح وبرضى وضمانات لليمن كلها.

٢- تأييد تحالف السعودية والإمارات
أؤيد تحالفنا مع السعودية والإمارات.

تريدوننا أن نتخلص من السعودية والإمارات، خلصونا أولا من الحوثيين والإيرانيين.

تريدوننا أن نتمتع بالسيادة الوطنية أمام تدخلات الإمارات والسعودية، انجزوا أولا مهاما حيوية أخرى وهي:
نفذوا المرجعيات وطبقوها للحصول على الدستور والمواطنة السوية المتساوية وسيادة القانون والقضاء.
ولكن على الإمارات والسعودية أن يتوقفن عن جعث ونعث اليمن.

٣- تأييد الرئيس رشاد العليمي
أؤيد الرئيس رشاد العليمي، لأن التخلص منه سيدخلنا في متاهة أكبر من المتاهة التي أدخلنا فيها التخلص من الرئيس عبده ربه منصور هادي.

هذه المقالة هي محاولة لمساندة الرئيس رشاد العليمي وهو يزور الإمارات والسعودية.

ولكن على الرئيس رشاد العليمي أن يتصرف كرئيس لليمن ولكل اليمنيين ولمصلحة اليمن فقط.

وعلى الرئيس رشاد العليمي أن يكون إبن اليمن ورئيسها عندما يتعامل مع الإمارات والسعودية.

وعلى الرئيس رشاد العليمي ألا يركز على المساعدات والمعونات والوديعة.

الوديعة المالية، لن تحفظنا.

الوديعة العليا التي سلمها اليمنيون ليد الرئيس رشاد العليمي هي اليمن.

اليمن، هي من ندعو أن يحفظها الله حافظ الودائع.

نقلا عن صفحة الكاتب بالفيسبوك


Create Account



Log In Your Account