هجوم الحوثي على الضباب... الضعيف لا يفاوض للسلام ولكن لصك استسلام
الثلاثاء 30 أُغسطس ,2022 الساعة: 07:23 مساءً

هل هناك شك في أن قوى الشرعية مفرقة ومنهكة؟
هل هناك شك في أن مجلس رئاسة اليمن في حالة ضياع؟
هل هناك شك في أن مفهوم الشرعية اليمنية قد فقد دعم السعودية؟

مجموع الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة يعني أننا قد وصلنا إلى حالة إنهاك وضعف شديد.

ويطلبون من هذه الشرعية اليمنية الضعيفة المنهكة أن تفاوض على السلام مع الحوثيين تحت رعاية هانز جروندبيرج والأمم المتحدة.

مقالة اليوم هو لتوجيه ضوء كاشف على وضع اليمن هذه الأيام الأخيرة التي يجرجرون فيها الشرعية لتفاوض الحركة الحوثية.

سنتكلم فيها عن الطرف الأقوى الذي يجرجرونا لمفاوضته وهو جانب الحوثي وعن الطرف الأضعف وهو جانب الشرعية وطبعا سنتكلم عن الوسطاء.

وأهم شيئ سنتكلم عن تفاوض الضعفاء مع الأقوياء.

أولا: الحوثي يهجم على طريق الضباب
١- المكان
طريق وادي الضباب- جنوب غرب تعز- هو الرئة الوحيدة الباقية لتعز التي تتنفس منها، فهجم عليه الحوثي ليكمل خنق تعز.

خلاصة هذه النقطة،
هي أن الحوثي يريد كل شيئ.

٢- التوقيت
هجم الحوثي على رئة تعز الوحيدة بينما هو يفاوض حكومة شرعية اليمن الضعيفة المُجَرْجَرَة التي قد فقدت دعم السعودية.

خلاصة هذه النقطة،
 هو أن الحوثي يعرف أن الوسيط جروندبيرج هو لا شيئ.
وأن الأمم المتحدة التي تيسر هذا التفاوض، هي لا شيئ.

٣- الخلفية
المبعوث الأمريكي تيم ليندركنج، كان قد ضغط على السعودية لتنهي دورها في حرب اليمن.

السعودية، كانت أيضا قد غرمت المال والسمعة الدولية في حرب اليمن وكان قد تم ضرب منشآت نفطها ومدنها بالصواريخ والمسيرات من قبل إيران وتتمنى الخروج المناسب من حرب اليمن.

خلاصة هذه النقطة، هي أن الشرعية قد فقدت الدعم المعنوي والمادي والعسكري الذي كانت المملكة العربية السعودية تقدمه للشرعية اليمنية بطريقة واضحة وصريحة.

ثانيا: ماذا ستفعل إذا كنت حوثيا؟
الحوثي، يرى الشرعية بلا مجلس رئاسة.

الحوثي، يرى الانفصاليين يسخرون من تعز ولا يكترثون لمحنتها بينما كانت هي التي هبت في ٢٠ مارس ٢٠١٤- بالرغم من تنكيل الجنرال الحارثي والأمن المركزي- لنجدة عدن من الحوثي- قبل عاصفة الحزم السعودية.

الحوثي، يرى قوات ومدرعات إماراتية على بعد عشرات الكيلومترات من تعز ولا تكترث لمد العون أو فك الحصار ولا أحد مقتنع بفائدتها لليمن.

الحوثي، يرى قوات العمالقة السلفية قد اهتمت بطرد قوات الشرعية من أبين وشبوة وتركت تماما أي فكرة لمواجهة الحوثيين.

الحوثي، يرى جروندبيرج طويلا أشقرا ولا شيئ أكثر من هذا.

إذا كنت ضبعا وقد نهشت فخذ غزالة، هل ستقبل ترك بقية الغزالة تحت وساطة جروندبيرج الوسيم الأشقر اللا شيئ؟

إذا كنت حوثيا، وترى:
 الطرف الذي يفاوضك بلا رئاسة،
وبلا حليف،
وتنخر عظامه من داخله دود وسوس انفصال،
ويتم نهش لحمه بقوات ممولة ومسلحة من دول لم تعد مهتمة بالشرعية ولا مفهوم الشرعية ولا بالمرجعيات؛
هل تستطيع مقاومة إغراء توجيه لطمة لهذا الذي يفاوضك؟

إذا كنت حوثيا- وأنت ترى كل هذا- هل تستطيع أن تقاوم إغراء الهجوم المفاجئ على طريق الضباب في تعز؟

ثالثا: مصير مفاوضات السلام

١- ماذا لو كان الحوثي قد نجح واستولى على طريق الضباب؟
الحمد لله أن تعز الضعيفة قد تمكنت من دحر هجوم الحوثي على رئتها الوحيدة الباقية في طريق الضباب.

ماذا كان سيفعل مبعوث الأمم المتحدة جروندبيرج ومبعوث أمريكا ليندركنج إذا كان الحوثي قد أكمل خنق تعز وحتى لو استولى عليها؟

جروندبيرج وليندركنج، لن يعملا أي شيئ.

جروندبيرج وليندركنج، لا يكترثان بالنتيجة النهائية للحرب والصراع في اليمن بقدر اهتمامهما باستمرار دورهما واستمرار العملية السياسية لأجل غير محدود.

لو كان الحوثي قد استولى على طريق الضباب وأكمل خنق تعز، كان كل من جروندبيرج وليندركنج سيستمران بمراضاة الحوثي بمكاسب ليبقى على مائدة المفاوضات وكانا سيستمران بالضغط على حكومة اليمن "المتلاشية" للبقاء على مائدة المفاوضات.

وطبعا، سيستمر كل من الحوثي وجروندبيرج وليندركنج بأذيتنا وبتسليط النخب التي بلا صفة ولا موقع، ومجاميع الواتساب المشبوهة، والناشطين، والمحايدين، والمعتدلين، والحوثيين المتنكرين، والمتحوثين، والمنظمات؛
ليشرحوا لنا- كلهم- أن السلام جميل.

٢- ماذا لو نجح جروندبيرج وليندركنج؟

لا يوجد أي سلام بين جانب ضعيف وجانب قوي.

الجانب القوي لا يقبل من الجانب الضعيف سوى الاستسلام.

سيعلن كل من جروندبيرج وليندركنج نجاحهما في اليمن عندما توقع الشرعية اليمنية صك استسلام.

ولن يكترث كل من جروندبيرج وليندركنج بالخطوة التالية القريبة للحوثي "داخل اليمن" تجاه القوات المبعثرة للمجلس الانتقالي وعمالقة السلفيين في شبوة وحراس الجمهورية في المخاء الذين يكنون لبعضهم البعض العداء رغم أنهم كلهم يتمولون من نفس المصدر.

ولن يكترث كل من جروندبيرج وليندركنج بالخطوة التالية للحوثي "خارج اليمن" وهو يرد الجميل لحلف الممانعة الإيراني في خططه لكامل شبه الجزيرة العربية.

٣- فشل مفاوضات السلام
إذا نُفخت الروح في الشرعية وحكومة الشرعية ورئاسة الشرعية، فستحميها هذه الروح الجديدة من سلام جروندبيرج وليندركنج ومن صكوك الاستسلام للحوثي.

إذا نفُخت الروح في الشرعية، فسيتم إنقاذها لنفسها من الحوثية.

إذا نُفخت الروح في الشرعية، فسيتم إنقاذ اليمن.

نقلا عن صفحة الكاتب على الفيسبوك.


Create Account



Log In Your Account