تجريم الهاشمية انتصارا لحضارة السعيدة
السبت 23 يونيو ,2018 الساعة: 10:41 مساءً

حتى لا تتكرر المشكلة ولضمان مستقبل خالي من المفخخات، فإنه يستوجب علينا بعد تحرير اليمن من المليشيات الإنقلابية الكهنوتية الإمامية الحوثية الشروع منذ اللحظة والضغط لتشريع دستور يجرم الهاشمية السياسية وكل فكر كهنوتي سلالي أو عصبوي أو طائفي.

ومع هذا يجب أيضا تحرير مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي ضمنت حلا لقضية صعدة التي تصدرتها جماعة "أنصار الله" الحوثية انذاك وبعدها انقلبوا على الدولة.

فعل كهذا سيضمن يمن خالي من الفكر الكهنوتي ويجرم حتى التناولات المناطقية والعنصرية وإدعاء الحق في الولاية.

سيحقق لليمن نهضة فكرية قائمة على أسس العدالة والمساواة وحق الشعب حكم نفسه بنفسه وتنقيح المناهج الدراسية وتدريس أجيالنا خطورة الفكر الإمامي الذي أطاح بحضارة عانقت النجوم ودمر تراثها ونهب وصادر معالمها الأثرية.

يجب أن تدرك أجيالنا القادمة ذلك حتى إذا سولت لأي حاكم قادم تعديل دستوري يمهد لعودة الهاشمية السياسية و الفكر الإمامي مع أي  أسرة كانت ضمن الهاشمية أو خارجها تقف هذه الأجيال أمام هذه الخطوة متسلحة بوعي اجتماعي مساند يوقفه عند حده ويعالج المشكلة مع نتواءاتها البدائية ولا يكرر حياة بائسة نالت مننا ومن حاضرنا وماضينا.

أي فكر يدعي حق الحكم هو فكر نازي يلغي الآخر ويحيل المواطن الصالح لمجرد بودي جارد تابع ذليل كما يريد حاليا الفكر الإمامي البغيض.

ما صنعته الإمامة في اليمن ليس قليلا وما تريده الهاشمية السياسية حاليا هو إمتدادا لهذا الفكر المقيت الذي بدد مجدنا وجعلنا أحاديث وعبر.

فعل كل هذا لا يهدد الأعراق والتعايش معها، بل كانت مملكتي سبأ وحمير تعيش فيها أقليات وعرقيات ضمنت حقها بعد أن أدت ما عليها من واجب.

التراث الإسلامي مملوء بما ليس من الإسلام في شيء وينافي الوحي جملة وتفصيلا ومودة آل البيت ليس منه في شيء ولا يمكن أن ينافي القرآن ذلك وقد أكد أن اكرمكم عند الله اتقاكم.

قريش التي آذت رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولئك بني هاشم الذين آمنو بالرسول الحاكم وليس بالرسول المرسل من الله من شدة خوفها على تسيدها على قريش ليتضح أن الهم الأكبر لديهم هو السيادة وليست الرسالة التي يتشدقون بها اليوم فقد قالوا له أخ كريم وابن أخ كريم ولم يقولوا له رسول كريم، بعد أن صفح عنهم ، و بعد أن كانوا يضعون سلى الجزور على ظهره وهو راكع بين يدي الله.

الدين لم يعطهم الحق في أذيتنا أو أذية أي كان وهو مالم يفعله رسول الله، ولهذا ونحن نمضي على طريق بناء الجمهورية وإستعادة مجدنا وحضارتنا السبئية الحميرية التي ساندتها الرسالات السماوية بما فيها الإسلام وتناغمت مع أخلاقنا الحضارية، لم تهدمها كما فعلت بعد ذلك الهاشمية السياسية التي جاء يحيى الرسي وعبدالله بن الحمزه في حملات انتقامية ضد حضارة لم تنهدم كما أنهدمت حضارة فارس التي حاربت الرسول والرسالة الخالدة.

علينا ألا نندفع أكثر ونحارب الإسلام ونحن نحارب الفكر الكهنوتي الهاشمي ونقدح في علي بن أبي طالب كما قدحوا في ابوبكر وعمر ، فمن المعيب علينا فعل شيء لم تفعله حضارتنا التي أسلمت للنبي صلى الله عليه وسلم وناصرته وآزرته وساندته ومدته بالقيادات التي فتحت الدنيا وأخمدت النتوءات التي حاولت ترتد بعد وفاة نبينا عليه السلام.

الحضارة اليمنية والإسلام في عناق ووئام منذ مطلع الرسالة ولا مشكلة لنا مع هواشم قريش وفارس الذين شوهوا تاريخنا وصادروا آثارنا ودمروا معالمنا وحطموا ثقافتنا الخالدة في عمق كل حضارات الدنيا.

لذا تجريم الهاشمية السياسية ضرورة إنسانية قبل أن تكون وطنية أو دينية رغم أنها كذلك لما فعلته فينا منذ 1200 سنة فنحن الجيل الذي يمكننا إيقافها عند حدها، لضمان عدم إستمرارها في تاريخنا، فيكون لنا شرف الإنتصار لليمن السعيد والذات اليمنية الأصيلة في القرن الواحد والعشرين.


Create Account



Log In Your Account