ما الهدف من تقوية مركز الحوثين وإضعاف الاطراف الأخرى؟
الإثنين 02 يناير ,2023 الساعة: 04:17 مساءً


الحوارات الخلفية مع الحوثين - كما اشار تقرير حديث لمجموعة الأزمات الدولية- سوف تسعى إلى تقوية مركز الحوثين، وإضعاف جميع الأطراف اليمنية الأخرى، بطريقة أو بأخرى، لا سيما في ظل تلبية شروط الحوثين، وتقديم التنازلات لهم من قبل التحالف، والمتضمنة دفع المرتبات، وتخصيص حصة من ايرادات النفط المستخرج من الجنوب، وفتح الموانيء والمطارات، وزيادة عدد الرحلات الجوية من مطار صنعاء وغيرها.

وهذا في تصوري قد يدفعهم فيما بعد لرفض الحوار مع الطرف اليمني الاخر المتمثل بالشرعية، اي المجلس الرئاسي وحلفاؤه، او القبول بمشروع الحوار والتسوية وفق شروطهم ، وفي كلتا الحالتين، فإن ذلك سيؤدي اما إلى حرب جديدة وواسعة لتعزيز سيطرتهم على الشمال والإتجاه جنوبا، وأما إلى تسوية يكونون فيها الطرف الأقوى والمهيمن. 

وما نراه من محاولات لإضعاف الجنوب، وتشتيت وتفكيك قواه السياسية والعسكرية، إنما يندرج ضمن هذا المخطط الخطير، لاعادة الجنوب فيما بعد الى باب اليمن من جديد، اما بتسوية غير عادلة، واما بالقوة عبر الحرب والاخضاع، وهذا المخطط نفسه الذي يجري في دول عربية عديدة، ويهدف الى تمكين الشيعة من الهيمنة وحكم اليمن، والدور واجي على السعودية ايضا فيما بعد.

لكن توقعاتي لما سيحدث ان نجح هذا المخطط، هي رفض اليمنيين لهيمنة الحوثي وحكمه لليمن، لاسيما في الجنوب السني بالكامل، وبالتالي اندلاع حروب كثيرة وتوسع رقعتها، جنوبا وشرقا وغربا وفي الوسط، وهذا يعني فيما يعنيه، ادخال البلد في دوامة مستمرة من الصراعات والحروب، سوف تؤدي إلى تمزيقه وتفتيته إلى عدة كانتونات ضعيفة ومهترئة، وهذا ما يريده فعلا المخرج الخارجي، مما يحدث ويجري في اليمن منذ فترة طويلة وحتى اليوم.

سوف نؤكد ذلك بالأدلة والوقائع العديدة، ونكشف ابعاد هذه اللعبة الخطيرة، وكيف تشارك الشرعية وقوى عديدة فيها، في تحليل معمق لمركز مسارات قريبا.



Create Account



Log In Your Account