مشاعل الحرية ( منصور احمد سيف نموذجاً )

الثلاثاء 10 يناير ,2023 الساعة: 01:42 مساءً

كثيرون من يحملون مشاعل الحرية في اليمن، وقليلون من واجهوا بشجاعة عمليات تجهيل الشعب واطفاء هذه المشاعل، التي ظلت ولا زالت تنير للشعب طريقه نحو الحرية وسيادة النظام والقانون، ومن بين هؤلاء الفقيد اللواء الركن / منصور احمد سيف، الذي ترعرع في المؤسسة العسكرية وتشرب منها قيم النضال والحرية، منصور احمد سيف من مواليد مديرية الصلو ـ في محافظة تعز، تخرج من الكلية العسكرية بالقاهرة عام 1965للميلاد .. وعاد لليمن ليشارك في الدفاع عن الجمهورية وفك الحصار عن صنعاء، حيث تولى قيادة وحدة من المظلات بموقع ظهر حمير، بعدها اصبح قائد وحدة المدفعية بمعسكر السواد العام 1975م، كما انه قبل ذلك درس قيادة واركان في الاتحاد السوفياتي، وزاد من تعليمه ومعارفه حيث درس في كلية التجارة في جامعة صنعاء وحصل على البكالوريوس، كما انه اصبح قائد الكتبية الأولى مدفعية في تعز ـ الراهدة العام 1976 م، تولى إدارة فرع المؤسسة الاقتصادية العسكرية في الحديدة 1978 م، وعين مديراً لمكتب الدفاع الوطني بتعز العام 1979 م، اعتقل مع زملاء له في ما سمي بمحاولة الانقلاب على علي عبدالله صالح في 11 اكتوبر 1981 م، افرج عنه بعد فترة وانتخب عضواً في مجلس الشورى قبل الوحدة 1988 ـ 1990 م .. وبعد إعلان الوحدة اليمنية شكل مع زملاءه الكاتب المعارض الفقيد / عبدالحبيب سالم مقبل والبرلماني طاهر علي سيف وسلطان السامعي مؤتمر تعز الجماهيري الذي كان من أهم اهدافه قيام سلطة محلية منتخبة وانهاء مركزية صنعاء الشديدة في الادارة، وقد تم انتخابه عضواً في أول مجلس نواب منتخب بعد الوحدة بقائمة المستقلين مع عبدالحبيب سالم وسلطان السامعي وطاهر علي سيف، وعبدالسلام عرمان .. ومحمد الربادي، وكان لهذه الكتلة المستقلة قوتها في البرلمان وفعلها المؤثر على الساحة الوطنية .. عندما تم اتخاذ قرار بإنتخاب المحافظين من أبناء المحافظة نفسها كان أبناء تعز قد وضعوا اسمه كمرشح لقيادة محافظتهم الا أن علي عبدالله صالح عندما علم بأمر اعتزام أبناء تعز اختياره محافظاً لهم قام بتعيينه نائباً للجنة صعدة لحل الخلاف مع الحوثيين، بعدها تم تعيينه محافظاً للجوف، عرف عنه الصرامة ومواجهة الفساد، عين عضواً في اللجنة العليا للانتخابات ورئيس قطاع الاعلام فيها .. وكان هذا آخر منصب قبل وفاته رحمة الله عليه، يعتبر منصور احمد سيف أحد رموز الحرية ومشاعلها في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر، وكان رحمه الله من أولئك الذين نبهوا مبكراً لخطورة المسار الذي تسلكه سلطة علي صالح، وان ذلك سيقود للحرب والفوضى ... في واقعنا الحاضر نحن بحاجة الى ان نستلهم من تاريخ هذه القامات الجمهورية الصمود والثبات على قيم الحرية والديمقراطية وان نظل نواجه مخططات التآمر على مستقبل اليمن .. وتظل هذه الأسماء محفورة في ذاكرة أجيالنا القادمة.