ما الذي يقف خلف تشكيل قوات درع الوطن وما تداعياتها على المشهد اليمني وهل ستصل العلاقة بين السعوديةوالإمارات إلى مرحلة كسر العظم ؟.. دراسة حديثة تجيب
الأحد 26 فبراير ,2023 الساعة: 12:58 مساءً
الحرف28- خاص

قالت دراسة تحليلية جديدة إن إنشاء قوات درع الوطن التي اعلن عن تشكيلها قبل أسابيع، هو قرار سعودي في المقام الأول وأن تم إخراجه من خلال قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي.


وأوضحت الدارسة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، أن تشكيل هذه القوات يسعى إلى التعامل مع التحديات التي يواجها النفوذ السعودي في المحافظات الجنوبية في مواجهة النفوذ الاماراتي المتجذر على الأرض، ومنها إعاقة المجلس الانتقالي لعمل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية.

ونهاية الشهر الماضي أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي قرارا بتشكيل قوات درع الوطن تخضع للقائد الأعلى للقوات المسلحة وتتبعه مباشرة، ما أثار غضب المجلس الإنتقالي الجنوبي المطالب بالإنفصال ومن خلفه الإمارات.

وقالت الدراسة  التي حصل الحرف 28 على نسخة منها إن اعتماد المجلس الرئاسي على التيار" السلفي المدخلي" يمثل شكل من أشكال التحوط لمسارات العلاقات مع الحوثيين سلما أو حربا، ويتوقع – اذا ما مضت السعودية في دعم هذه القوات- أن تُحدث تغييرًا في موازين القوة العسكرية والسياسية في المشهد الجنوبي وربما اليمني.


ونبهت الدراسة إلى أن الاستمرار في إنشاء تشكيلات عسكرية محمولة على تيار فكري أو جغرافي محدد، دون أن تكون مدمجة بشكل كامل في بٌنية الجيش الوطني، ولا تعكس في قوامها التنوع المجتمعي تضع اليمن – دون شك - على مسارات دورات عنف جديدة محتملة.

وأوردت دراسة مركز المخا، جُملة من الغايات لإنشاء قوات درع الوطن، منها تقويض نفوذ المجلس الانتقالي، إذ أنَّ السُّعودية باتت أكثر اقتناعًا بضرورة تحجيم قوَّة "المجلس الانتقالي" الجنوبي، فقد تسبَّب لها في حرج كبير بسبب إعاقته تنفيذ "اتِّفاق الرِّياض" الذي رعته الرِّياض وكانت الضَّامن على تنفيذه، كما أنَّه تسبَّب مؤخَّرًا في شلِّ حركة مجلس القيادة الرِّئاسي، وأجبر أعضاءه على مغادرة مدينة عدن، وظلَّ يُعيق عمل اللَّجنة العسكرية والأمنية الخاصَّة بدمج المكوِّنات العسكرية والأمنية، وافتعل معارك في محافظتي شبوة وأبين.

بحسب الدراسة فإن  تشكيل هذه القوَّات يمثل خطوة احتياطية لإمكانية فشل جهود السَّلام مع جماعة الحوثي، إذ بإمكان هذه القوَّة الضَّاربة أن تغيِّر في التَّوازن العسكري مع قوَّات الحوثيين؛ لهذا فإنَّ الخطاب المعلن عن هذه القوَّات غالبًا ما يؤكِّد على أنَّ الغاية التي جاءت مِن أجلها هي "الدِّفاع عن الدِّين والعروبة والوطن مِن مخطَّطات الفرس (إيران واذنابها)"، في إشارة إلى الحوثيين.

ولفتت الدارسة، إلى أن عسكرة المحافظات الجنوبية، وتعدُّد التَّشكيلات العسكرية وولاءاتها، وتوزُّع السِّلاح بين عدد مِن الأطراف، يوفِّر الظُّروف المثالية لإمكانية اندلاع جولات جديدة مِن الصِّراع في تلك المحافظات.


وتوقعت الدراسة جولات جديدة من الصراع، خاصَّة في حال تهميش ألوية الأحزمة والإسناد التَّابعة لـ"الانتقالي"، وإحلال قوَّات "درع الوطن" محلَّها في المناطق الحيوية في عدن، أو في حال جدِّية الخلاف بين السُّعودية والإمارات، وانتقاله إلى مرحلة كسر العظم والصِّدام بين الحلفاء على الأرض.


وتخوض الرياض صراعا مع ابوظبي في المحافظات الجنوبية،جاء بعد سنوات من انتهاج العاصمتين سياسة تقوم على إضعاف السلطة الشرعية وتشكيل وبناء المليشيات المسلحة الموالية لهما.

وكرست هذه  السياسة هيمنة اماراتية على تلك المحافظات بعد دعم انقلاب ثاني على الشرعية في محافظة عدن في 10 اغسطس 2019  والسيطرة على ارخبيل سقطرى لاحقا بتواطؤ سعودي  بواسطة تشكيلات  تتبع المجلس الانتقالي الذي شكلته الامارات منتصف ٢٠١٧م.

وفي ٧ ابريل ٢٠٢٢ اجبرت العاصمتان الرئيس هادي على نقل سلطته لمجلس رئاسي،سيطر على معظم عضويته قادة التشكيلات المسلحة التي انشأتها الدولتان، وجاء على رأسه د. رشاد العليمي الذي كان مستشارا رفيعا للرئيس هادي.


وبعد أشهر من نقل السلطة سهلت الرياض بواسطة المجلس الرئاسي سيطرة المجلس الانتقالي على محافظتي  شبوة وأبين على حساب القوات الحكومية، باسناد الطيران المسير الإماراتي، ضمن مساعي توزيع النفوذ بين الحليفين،  قبل أن تجد الرياض نفسها في مواجهة اطماع ابوظبي وتهديد الانتقالي بالسيطرة على محافظتي حضرموت والمهرة المتاخمتين للحدود السعودية.

للإطلاع على الدارسة كاملة:
https://mokhacenter.org/l.html?l=a,0,3,c,1,1,78,4233


Create Account



Log In Your Account