كيف ستخرج السعودية من اليمن وكيف ستخرج اليمن من نفسها؟
الجمعة 03 مارس ,2023 الساعة: 07:42 مساءً

تم الإعلان اليوم على أن المملكة السعودية حققت المرتبة الأولى بين دول مجموعة العشرين في معدل نمو إنتاجية العامل لعام ٢٠٢٢ بمعدل ٤,٩ في المائة.

الثراء والفائض النقدي في المملكة في أعلى مستوياته.
والسعودية، يبدو أنها قد ضاقت بجوارها وجيرانها ومشاكلهم وعدوانية الحوثيين والإيرانيين وتتمنى لو وجدت طريقة سحرية خيالية تجمع بين هذا الهناء والثراء وفي نفس الوقت تخلصها من الجيران ومشاكلهم وطلباتهم وخطرهم على أمنها.

ولكن هذا مستحيل.
الدنيا صراع، وعلى السعودية أن تخوض صراعاتها.

سنتكلم اليوم عن رغبة السعودية في إيجاد مخرج آمن لها في اليمن.

زادت المؤشرات والتقارير عن رغبة السعودية في البحث عن مخرج من اليمن.

وزادت مؤشرات تخبط شرعية اليمن وعدم قدرتها على جلب الطمأنينة لليمنيين وعلى عدم قدرتها على الاستقرار في عدن.

سنبدأ باليمن التي تريد أن تخرج السعودية منها.
ثم سنذهب عند السعودية التي تريد الخروج من اليمن.

**
أولا: اليمن التي تريد أن تخرج السعودية منها
**

أفعال التحالف، لا تساعد على استقرار رئاسة اليمنيين في بلادهم.
أفعال اليمنيين لا تساعد على استقرار رئاستهم في بلادهم.

١- أفعال بسبب التحالف
*
كنا قد توهمنا أن اختراع المجلس الرئاسي في ٧ ابريل ٢٠٢٢ قد خلصنا من بقاء رئاسة اليمن في الرياض.
ولكن كما هو واضح فإنه مجرد وهم.

المجلس الرئاسي، لا يستطيع الاستقرار في عدن بسبب قوات المجلس الانتقالي التي تنفق عليها السعودية والإمارات.

والمشكلة هي أن هذه المشكلة هي من أفعال التحالف.

ثم تشتكي الشرعية والسعودية من المجلس الانتقالي ومن اليمنيين الذين لا يستطيعون أن يتحدوا ضد الحوثيين والإيرانيين.

٢- أفعال بسبب اليمنيين
*
كل شيئ مماحكات ودسائس وخلافات في أوساط مكونات الشرعية.
وبكل أسف فإن بعضها يعتمد على ولاءات لجهات مختلفة ومتخالفة بين أركان التحالف.

أ- تسييس القضاء 
*
وزادت مماحكات مكونات الشرعية حتى وصل لتسييس القضاء واستعمال النيابة الجزائية المتخصصة في عدن في مكافحة الإرهاب بإصدار أوامر بالقبض على قائد محور تعز وعلى مستشار قائد المحور الذين هم صامدون بالدفاع عن تعز ضد الحوثيين طوال السنوات الثمان الماضية.
ولأن هذه الأوامر مجرد مماحكات سياسية، فإنه لم ينتج عنها أي شيئ سوى تكدير الخواطر وزيادة شحنات الكراهية بين تعز وعدن وبين مؤسسات ومكونات الشرعية.

لا يعمل القضاء المدني أو الجزائي مثل هذه الأشياء لقادة عسكريين يؤدون واجبهم.

يجب أن تعرف رئاسة وحكومة الشرعية اليمنية أن تسييس القضاء، هو السوسة التي ستخرب كل شيئ.

تخريب القضاء، هو مثل الاحتراب الداخلي الذي وقفنا ضده في كل المراحل الماضية.

ب- زيارة العميد طارق
*
وهناك الآن الظروف المبهمة الغامضة عن زيارة العميد طارق صالح إلى تعز التي بدون مقدمات والتي لا ندري إن كانت بعلم ومعرفة ومباركة رئيس مجلس الرئاسة.

المفروض أن نقول لمن يزورنا: أهلا وسهلا.
المفروض أن تكون الزيارة شيئا جيدا.
ولكن من المفروض في نفس الوقت ألا تكون مباغتة ومبهمة وغامضة ومثيرة لنشوة بعض الأطراف والريبة والشكوك عند الآخرين.

ج- بيت الشرعية غير مرتب
*
خلاصة الكلام، هو أن أمور شرعية اليمن ومكوناتها وممارستها للحكم، ملخبطة وتحتاج ترتيب.
والاستعداد للحرب ليس عند المستوى المطلوب ولا تثير خيال ومودة وحب اليمنيين.
وأمور الشرعية، لا ترفع عند اليمنيين درجة الأمل بالتخلص من كابوس الحوثيين والإيرانيين.

**
ثانيا: السعودية التي تريد أن تخرج من اليمن
**

١- هناك كراهية وخوف عند السعوديين من الحوثيين والإيرانيين

٢- حاولت السعودية قدر جهدها التخلص من الحوثيين والإيرانيين، ولكنها فشلت

٣- السعودية، تعاني من الإنهاك والغرامة وسوء السمعة في الغرب وتريد مخرج.

٤- أي خروج للسعودية بهذه الطريقة وبهذا التوقيت، يجب أن تقبل معه بوصمة أن الحوثيين والإيرانيين وحسن نصر الله قد ألحقوا بالمملكة هزيمة ساحقة ماحقة.

هل تستطيع المملكة أن تعيش مع هذه الوصمة؟

٥- السعودية، ترى أن الدنيا مقبلة عليها وتريد أن تزدهر قبل أن تقلب الدنيا وتدبر.

هذا أمر مفهوم للغاية وعواطفنا هي مع أشقائنا السعوديين إذا كانوا مازلوا يعتبروننا أشقاء ولسنا مجرد جيران يسببون لها الأعباء كما قالت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية.

٦- السعودية، تحاول أن تقنع نفسها بأن خطر الحوثيين والإيرانيين بعيد وأنها في مأمن.

هذا معروف في علم النفس ويسمونه "الإنكار".

لكن الإنكار، لا يفيد من يواجه مثل هذا الخطر.
الإنكار، سيكون مثل النعامة التي تخبئ رأسها في الرمال في محاولة لإنكار الخطر.
(وعلى فكرة، النعامة لا تعمل هذا وهي أذكى بكثير من أن تقوم بالإنكار).

٧- السعودية- في نفس الوقت- لا تستطيع التخلص من هاجس خطر الحوثيين والإيرانيين الذي أثبت أنه أخطر من الناصرية والبعثية والماركسية والإسلامويين والإخوان المسلمين والانتفاضات الشعبية العربية؛ الذين قد انتصرت المملكة عليهم كلهم.
هناك بعض النار التي لا بد وأنها مازالت موجودة بين الجيل الجديد من القادة السعوديين الذين يمكنهم من الاقتداء بآبائهم في مواجهة الخطر الإيراني الذي يدق أبوابهم ويدك جدرانهم.

**
ثالثا: في انتظار المخاض السعودي
**

السعودية، تمر الآن بحالة مخاض.
المملكة، تعلم أن الدنيا صراع وأنه لا مفر من خوض المعارك إذا جاء العدو إلى باب دارك.

وهناك من يرغب داخل المملكة بالخروج من أي صراع.

من يريد الهروب من صراع محتوم، فإن عليه أن يتأكد أن لهيب المعارك قد يبغته في أي لحظة وهو في حالة غفلة.

أما نحن اليمنيون، فسنستمر بالصراع والتشرذم حتى تتوازن القوى ونقنع بسيادة القانون.
------
نقلا عن صفحة الكاتب على فيسبوك
 


Create Account



Log In Your Account