الاختراق الصيني للمنطقة العربية  .. هل يستمر؟!
الإثنين 13 مارس ,2023 الساعة: 03:53 مساءً


في أول عمل سياسي صيني بالمنطقة العربية،  استطاعت الصين فعل ما لم تستطع دول أخرى فعله خلال سنوات،  استطاعت كسر جمود العلاقات بين دولتين في المنطقة تشكلان حجر الزاوية في استقرار الشرق الاوسط. 

  إن ايران والسعودية هما مفتاح الحرب والسلام في المنطقة بسبب رمزيتهما عند المسلمين بشقيهم السني والشيعي،  عندما نرى حجم الكارثة التي تم دفع ايران والعرب للتسبب فيها،  نعرف ان الغرب وامريكا لا يهمهم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط،  ذلك أن السلام يهدد مصالحهم،  ويوقف تجارة الأسلحة وشركات الحماية التي تشتغل هنا في دول البترول العربي،  وكذلك عملت امريكا ومن خلفها اوروبا على إبقاء ملفات الحرب في اليمن وسوريا دون حلول سياسية أو عسكرية كضمان لتسيدها على هذه الدول وسيطرتها. 

الصين مصالحها تكمن في السلام،  خاصة مع محاولة الغرب إظهار الصين على أنها دولة تسعى لجر العالم الى الحرب عبر تايوان التي هي في نطاق دولة الصين حسب الأمم المتحدة،  وهنا تسجل الصين موقفاً مغايراً للموقف الأمريكي والاوروبي وتحاول إسكات البنادق وتقفل الخنادق في المنطقة العربية وبلاد فارس،  وهي إن استمرت بسعيها هذا فستواجه بحملة شعواء من جانب امريكا واسرائيل والغرب عموماً. 

وكلنا نعلم ان الحرب اليمنية ما كانت لتستمر لولا الخطوط الحمر التي وضعت أمام الجيش اليمني وفصائل المقاومة في كل المناطق تقريباً،  فلا لتحرير صنعاء ولا لتحرير تعز ولا لتحرير الحديدة،  وكلنا يتذكر معارضة هذه الأطراف لانهاء الحرب عسكرياً وإسقاط سلطة  الانقلاب في صنعاء،  وفي ذلك محافظة على مصالحهم في المنطقة العربية،  التي تقتضي أن تبقى مشتعلة ومتوترة. 

الصين إن نجحت في خطوات قادمة على ترسيخ السلام واعادة العلاقات الدبلوماسية الجدية بين طهران والرياض،  فلا شك انها ستستطيع التأثير في الملف اليمني،  خاصة وان الأطراف السياسية لها ثقة بالجانب الصيني حالياً بعد ان فقدت ثقتها بالجانب الأمريكي والغربي،  الذي ظل يتلاعب بملفات المنطقة غير آبهٍ بالضحايا الذين يتساقطون يومياً وبما يحدث من دمار في المنطقة .. فهل ستستطيع الصين مواصلة هذا المسار الذي سيخدمها في المستقبل ومشاريعها الاقتصادية العملاقة التي تمر عبر الشرق الاوسط وإحياء طريق الحرير؟


Create Account



Log In Your Account