لا إكراه في الوحدة .. لا إكراه في الانفصال

الثلاثاء 23 مايو ,2023 الساعة: 08:02 مساءً

في زمنٍ مضى كانت هناك وحدة بالاكراه وبالقوة المسلحة الغاشمة، حدث ذلك بعد ان غدر الشريك الموقع على اتفاقية الوحدة بشركائه، وعندما تم اقصاء مشروع الدولة لصالح مشروع القبيلة، وعندما انتصر الفساد والاستبداد على مشروع وطني لبناء اليمن الجديد، في حرب صيف 94م كانت بداية ضرب المشروع الوحدوي بالقوة المسلحة، وبداية التشظي الحقيقي لليمن، لم يكن ما يجري الآن وليد اليوم، ولكنه كان نتاج سياسات مارسها نظام علي صالح وحلفاءه من مشايخ قبائل ومشائخ دين، وهذه السياسات هي التي ادت لسقوط الدولة وليس الحراك الجنوبي او ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية، اليوم تغيرت الاوضاع وانقلبت الموازين، رحل علي صالح بغثه وسمينه، بالقوة والجاه والمال ومكر الثعالب، وظهرت قوى جديدة تحاول ان تنهج نفس النهج لتحقيق اهدافها، ينظر الجنوبيون للوحدة اليوم غير نظرتهم لها بالامس، وعندما اقول الجنوبيون فأنا اتحدث عن الغالبية العظمى المقموعة، التي هي ممنوعة من الحديث عن مستقبل الجنوب ومستقبل اليمن، ممنوعة من تنظيم فعاليات جماهيرية تعبر عن موقفها ونظرتها للمستقبل، ممنوعة من ان تظهر قوتها الشعبية المؤيدة لليمن الاتحادي الجديد، ومن الذي يمنع انه المجلس الانتقالي الذي كانت بعض قياداته تصرخ في الماضي من عدم تمكينها من تنظيم فعالياتها، اليوم هي من تقمع وتمنع وتستغل القوة لتمرير مشروع تقسيم وتجزأت اليمن، بالاكراه نفس سياسة من تمكنوا في الماضي من اقصاء شركائهم والسيطرة على اليمن شمالاً وجنوباً بالقوة والاكراه، وهي سياسات تعبر عن غرور القوة والاغترار بالداعم الخارجي الذي لا يريد سوى تحقيق مصالحه بإبقاء اليمن تحت سيطرتهم وسطوتهم، ولو اتعظوا بالماضي لما مارسوا هذه السياسات ولتركوا لكل القوى حرية التعبير عن موقفها وعن نظرتها لمستقبل جنوب اليمن، واذكر ان خير اليمنيين شمالاً وجنوباً هو في اليمن الاتحادي وليس في مشاريع التمزيق وسلخ الهوية اليمنية كما في الشعار الذي طرحه المستعمر الانجليزي ذات زمن مضى .. الجنوب العربي .. قاصداً بذلك مسح هوية وتاريخ جنوب اليمن .. فشل في الماضي وسيفشل في الحاضر والمستقبل وان حدث الانفصال بالاكراه فسيسقط بعد حين من الزمن وسيسقط معه الدول التي رعته وانشأته .. وتمزيق اليمن هو تمزيق للامارات في المستقبل .. تمزيق للسعودية في المستقبل.