13 يناير .. الفاروق "6"
الخميس 12 يوليو ,2018 الساعة: 05:07 صباحاً

اختفت سيارة الجيب البيضاء الصغيرة التي حملت صاحبي الذي طالما أنقذني مرارا وتكرارا من الآخرين ومن نفسي, وأخر مرة انقدني من حتف وشيك وقتل شبه مؤكد في اليوم الثالث من " أحداث13 يناير 1986".
بعد أسبوع أو أكثر لمحته من شق "الطِربال" في الكرسي الخلفي لسيارة الجيب البيضاء بنفس القميص الأبيض المنقط بالأسود الذي كان يلبسه منذ اندلاع الإحداث, وعجزت عن عمل أي شيء لرد جميله. كانت تلك هي المرة الأخيرة التي شاهدته فيها, وبعدها سمعت أنهم في البداية أنتزعوه من الدار"دار الهمداني" ثم نقلوه إلى مقر جمارك "المعلا" ليحشر مع باقة من أفضل كفاءات البلاد في حقل إداره الإعلام والثقافة وصناعه الرأي والفكر في شاحنة كبيرة نقلتهم إلى سجن في "حوطه لحج" , ثم إلى منطقه برية جبلية على طريق"ردفان" حيث كانت في انتظارهم كتيبة الإعدام الثأرية التي اصطحبت معها بعض أنجال القتلى "الأماجد" أو " الشهداء الأسترتيجيين" المثيرين للكثير من الربشة والتشوش والتوتر والحرب, لتمكينهم أي" الأنجال" من الأخذ بثأر الآباء وتعليمهم الرماية " النصع " على رؤوس وأجساد خيرة كوادر اليمن الديمقراطية من المثقفين , وقد تكتمت صحافتنا بعد أزيد من عام على أخبار ترددت بقوة عن ظهور جثث في أحد الأودية ، يبدو أن السيول جرفتها وطفحت بها إلى السطح بعد أن طمرت في مقابر جماعية مستعجلة ومرتجلة في تلك الشعاب والبراري والسفوح الوعرة والموحشة. كان الأمر يحتاج إلى تحقيق استقصائي وهو لا زال بحاجه إلى تحقيق استقصائي بمعايير مهنية وإن من قبيل رد القليل من الاعتبار والجميل لصاحبي المبجل والنبيل وغيره من الضحايا ، فقد ولت مرحله " لا صوت يعلو فوق صوت الحزب"ودخلت البلاد بعدها في سلسلة من الحروب المروعة والموسعة وصولا إلى مرحله "لا صوت يعلو فوق صوت الحرب " .

**
بعد 53 عاماً يحكي الكاتب الجزائري الفرنسي جان نويل بانكرازي تفاصيل ما عاشه من خلال سرد جارح ومؤلم عن ذكريات الحرب وجراحها التي لا تندمل في روايته "الجبل".
اضطر بانكرازي الى الخوض في رحلة مرهقة إلى شعاب ذاكرة قلقة ,والى النبش في أعماق ذكريات طفولة معذبة رسمت مسار حياته كإنسان وكاتب ولد في الجزائر واعترف بعد انقضاء53 عاما أن تلك الحرب خلخلت كيانه وظلت تلاحقه كلعنه أبدية ,وقد اقر بتورطه بمأساة الجبل و"برج بوعريج" حيث بدأت فصول مأساة كان بطلها وهو طفل في الثامنة ولد بقرية صغيرة تدعى "سطيف" في 12 ابريل 1949في الجزائر.
" تنطلق الرواية في سردها من لحظة مابعد ظهيرة يوم هادئ من شهر يونيو ,حينما توقفت الهجمات قليلا ,لحظة من السلام..كان طفل صغير يلعب مع أصدقائه في ساحة المطحنة ,ثم صعدوا إلى خلفيه الشاحنة ,سعداء واثقين مبتهجين لأن السائق عرض عليهم اصطحابهم إلى هناك, حيث الجبل الذي كان وجهة محظورة".
وكانوا يعتقدون أن الجبل ملئ بوديان الجعران والكنوز المدفونة والمحاربين"..لكنه تخلف عنهم لأنه رفض اقتراح السائق , واكتفى بمشاهده رفاقه الستة الصغار يرحلون وهم يجلسون في خلفية الشاحنة.وحيداً وسط الطاحونة الشاغرة من العمال ساعة القيلولة, مكث ينتظر طويلا جدا , حتى المساء ,حينما هبت رياح باردة وجليديه من جبل الأوراس, في هذا الجبل ذي الصخور السوداء عثروا على الأطفال الستة مقتولين.
بعد ذلك تعالى الصراخ والبكاء والحنق المكتوم, وأعلن استقلال الجزائر ,فكان على الإقدام السوداء"اسم يطلق على المستعمر الفرنسي" أن يعودوا إلى فرنسا.
حياة جديدة, كانت تنتظر أولئك المهاجرين الصغار رغما عنهم إذ كان يجب عليهم أن يقاوموا نظره العداء التي تحاصرهم.
هل عادوا إلى أوطانهم ,أم حلوا بالمنافي؟
بالنسبة للراوي بانكرازي كان ينتابه شعور بالذنب والندم لأنه ترك رفاقه في ذلك اليوم يمضون إلى حتفهم من دونه, يحس بالحزن الجسيم والفشل والعار لكونه الناجي الوحيد من تلك المأساة .
أراد المؤلف أن يزيح من صدره عبئا ثقيلا رزح تحت تأثيره سنوات ."يجب أن احكي هذه الواقعة التراجيدية التي كنت شاهدا عليها عندما كنت طفلا " .
كان يرهق نفسه كثيرا في محاولات مضنية لاستعادة روحه من براثن النسيان محاولا التطهر ومداواة جرح لن يندمل أبداً وكمتسلق للجبال صعد إلى الماضي في الجزائر للبحث عن الذاكرة الجريحة والألم الداخلي,والشعور بالذنب, لمحو هذا الوعي المضني,الذي بقي لعقود يجتره كما يجتر عادة الناجون من المأساة والعار ذكرياتهم موبخين أنفسهم لأنهم تشبثوا بالحياة بينما الآخرون لقوا حتفهم .
وكتب أصداء الماضي المثخن بالأخاديد والمنعرجات والانكسارات, وسرد الأرض المحبوبة الضائعة,والمنفى الإجباري, والاستسلام لحياه مشروطة بمحو الماضي, والذكريات المحظورة التي تحولت إلى حنين ملعون.
قضى بانكرازي السنوات العشر الأولى من حياته في الجزائر ويمكن القول بأن جل سنوات طفولته كانت في الحرب, وكان لذلك تأثيراً حاسماً على حياته حتى الآن.
بعد استقلال الجزائر في 1962 رحل إلى فرنسا وتعلم وكبر وكتب العديد من الروايات عن الجزائر وفي روايهة"الجبل"الصادرة في فرنسا2012 والمترجمة في نسختها العربية في ابريل 2018 واجه جان نويل بانكرازي ذاكرته الجريحة بعد أن كتمها لمدة طويلة وخرجت إلى النور مأساة الأصدقاء الأطفال الأبطال الستة الذين قتلوا في الجبل.
لم تكن رواية "الجبل"هي الأخيرة في درب حفرياته السردية الموجعة ,فقد عاد إلى الجزائر,عودة فعلية ,غير متوقعة, ليكتب روايته الأخيرة " أردت أن اعبر لهم عن حبي"وهي رواية تؤرخ لعودته إلى الجزائر , وتكمل سلسله رواياته عن الجزائر التي توجها باعتراف يؤكد فيه أن روايته الأخيرة صدى لشهادة دفينة في أعماقه عن حبه للشعب الجزائري ,ربما هي الأخيرة.يقول بانكرازي:"انأ تعبت من الذاكرة والحنين, وأشباح الماضي,تعبت من العودة إلى الدوافع نفسها,والمشاعر ذاتها,والوجوه عينها,والمناظر الطبيعية كلها. انأ مشبع بما عشته وواجهته,وجابهته ولدي الآن رغبة واحدة فقط:النسيان" .
وكما لو أن هذه العودة إلى الجزائر بعد 53 عاما من الانفصال ,أصبحت ضرورية لإغلاق حلقه من حلقات حياته" .

- راجع سلسله إبداعات عالميه ابريل 2018 روايتان:السيدة أرنول ، والجبل لجان نويل بانكرازي , ترجمه وتقديم سعيد بوكرامي_
**
يحذرنا بعض من نتشاطر معهم الألم والمأساة والقلم , ونتماهى معهم ونتناهى إليهم تراجيديا من الوقوع في براثن"عقده الناجي " أي الشعور بالذنب الذي يتملك من نجا من محنه لم ينج منها غيره,وهناك من نبه إلى محنه "الإصابة بالسلامة" بمعنى انك سلمت بينما لم يسلم كثيرون,عددهم لا يزال يتزايد ما يهدك ويرجك ويدوخك في كل حين.
من جانبه ينصح الكاتب الأشهر والأكثر تجذراً في تفاصيل ومتواليات التغريبة السورية " ياسين الحاج صالح" بمقاومة الاستسلام للإصابة ب"عقده الناجي"مفصحاً عن قناعته بأن لها أثرين مخربين ,على الأقل,الأول أنها قد تدفع الناجي إلى وقف الزمن عند نجاته,أي خروجه من البلد في حالتنا,وتالياً عدم تبين تغير الأوضاع وشروط الصراع وضرورة إصلاح الأدوات ويقول:
"...أظن إني أعرف أمثلة لناجين من جولة صراعنا الأقدم ,لا يكفون عن خوض حرب سابقة لم يخوضوها وقت كان يجب خوضها" ولكن.." بعد أن تغير كل شيء ,فلا يكون لخوضها المعنى ذاته,ولا يكون لها الموقع التحرري ذاته ,يعطون الانطباع بالقدم والأثرية,مصير أرجو أن أتجنبه" .
أما الأثر الثاني ل"عقده الناجي" - بحسب صالح - فهو توقف القدرة على القتال في الشروط الجديدة للجوء,واستهلاك الطاقة في التشكي والتذمر, وفي لوم النفس والغير ويقول:أحاول أن أقاوم الشعور بالذنب ,المتولد عن الإصابة بالسلامة كي استطيع أن استمر في القتال.أظن أن أكثر ما يدمر القدرة على القتال هو الوقوع في أسر الشعور بالذنب,الذي هو الأقل ملائمة كي نكون عونا لمن لم يصابوا بما أصبنا به من سلامه, أو من حالهم أسوأ من حالنا.ليس الأمر سهلا,هو اقرب إلى اشتباك دائم ,يتجدد كل يوم ولا نكسب فيه المعركة أبدا, لكن نستمر في خوضها" .
وتتمحور جل هواجس هذا الكاتب وهو أكثر من عرفت وتابعت الخط التصاعدي لمأساته المتطاولة والآمه عبر رسائله لرفيقته وزميلته وزوجته "سميرة الخليل" المختطفة منذ أربع سنوات, وانشغلت لاهثا بملاحقه ما ينحت من تعاليق وأفكار بمطرقة نقدية شديدة الأثر والفاعلية..هذا الكاتب المثخن بجراحات السجن الذي التهم كل سنوات شبابه وربيع عمره"17 سنة"والمثخن بفقدان أحبته واخوانه ورفاقه واندثار ودمار بيته ومدينته "الرقه" وبلاده وشتات من وما تبقى من أهله في المنافي واختفاء من علق منهم في اقلبيه السجون والمقابر..تتمحور كل هواجسه وتتركز في:أن تصون نفسك,وان تصون في نفسك قضيتك,أن تصون كرامتك" .

**
"الحارس في حقل الشوفان"رواية أمريكية كتبها ج .د. سالنجر1951 وتوقف بعدها عن ممارسه الكتابة الروائية, وقد أصبحت هذه الرواية جزءا أساسياً من مناهج المدارس الثانوية والجامعة في البلاد الناطقة بالانكليزية ,كما تمت ترجمتها إلى اغلب لغات العالم ,تباع منها250الف نسخه سنويا بأرباح تتجاوز الخمسة وستين مليون دولار .
بطل الرواية هولدن كولفيلد أصبح نموذج المراهق المتمرد على مجتمعه,يزدري هذا المجتمع ويرى أن أفراده جميعا غارقون في نوع من الزيف والغباء . 
ذات يوم أتجه الشاب جون هنيكلي نحو عضو فرقة البيتلز جون ليون وأطلق عليه خمس رصاصات من الخلف ,كان يومئذ يحمل في يده الثانية نسخه من رواية "الحارس في حقل الشوفان" وعندما خر ليون صريعا, جلس الشاب في مسرح الجريمة , يعيد قراءة الرواية في انتظار الشرطة ولاحقاً أثناء المحاكمة كان يرفع الرواية ويقول: "هذه حجتي" .
وفي يوم آخر حاول شاب أن يغتال الرئيس الأمريكي رونالد ريجان وقد وجدت في الغرفة التي كان يسكنها نسخة من رواية "الحارس في حقل الشوفان" .
اختيرت الرواية بواسطة مجله التايم ضمن أفضل 100 رواية مكتوبة باللغة الانكليزية عام 1923 إلى عام 2005 .
"الحارس في حقل الشوفان"عنوان وردي حالم لرواية غاضبة ثائرة على كل الزيف والخداع الذي يختلقه ويتنفسه البشر.
هذه السنة اقترحت علي صغيرتي مريم"14 سنه" أن اقرأ رواية ساحرة أسرتها وخطفت لبها وقرأتها دفعة واحدة ذات يوم وليلة وهي بعيده عني وحين سألتها عنوان الرواية أجابت:"الحارس في حقل الشوفان" .
يا الهي, كما لو أخبرتني عن العثور على صديق حميم كنت افتقدته كثيرا ومكثت ابحث عنه أكثر من ثلاثة عقود وثلاثة أعوام دون جدوى.
رحت أحملق في الغلاف الداخلي غير مصدق أن" دار المدى" قد أصدرت منها الطبعة الأولى عام 2007 والثانية 2015.
وعلق البعض بأن "دار المدى" قامت بأعاد نشر الترجمة العربية التي وضعها الروائي الأردني غالب هلسا قبل ثلاثين عاما دونما إشارة إلى صاحب السبق في تبني نشرها والاحتفاء بالأديب الروائي التقدمي والمترجم المبدع غالب هلسا واستضافته في عدن عاصمة ج.ي.د.ش.
"الحارس في حقل الشوفان"وغيرها من عيون وأمهات وجواهر الأدب والفكر والفن والتاريخ وعشرات الإصدارات المميزة للمراجع والأصول والروايات كانت وليده الإرادة والروح القيادية الثقافية الجسورة والمتوثبة للإنسان النبيل والجميل والرجل المشروع الراحل العزيز الشهيد احمد سالم محمد"الحنكي" الذي استضاف الروائي الكبير غالب هلسا في عدن واحتفى بمنجزه الإبداعي والفكري وتبنى ترجمه وإصدار الرواية المذكورة قبل أن تولد " دار المدى ".. إلى جانب هلسا استضاف"الحنكي" البرتو مورافيا والشاعر الكبير سعدي يوسف والكثير من الأسماء والقامات الإبداعية اليمنية والعربية والعالمية وفي عهده شهدت عدن ربيع الكتاب عبر سنوات النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي القصيرة, الكثيفة, الغزيرة بالمنتج الإبداعي حيث تمكن "دار الهمداني "تحت إشراف وإدارة هذا الرجل الفذ من مضاهاة ومنافسه دور النشر في بيروت والقاهرة بل والتفوق عليها بأكثر من سبق وخبطه مذهله على غرار"الحارس في حقل الشوفان" ولا يتسع المجال لعرض فهرس كامل بإصدارات " دار الهمداني" الذي تألق وأشرقت شمس معارفه وأنواره في سماء عدن وفي حقل إنتاج المعرفة عموما والاحتفاء بالمبدعين من كافة الجهات اليمنية بضرب من الاختراق العملاق لحواجز وبراميل التشطير, والتجسير المتين للأواصر بين اليمنيين,بالتلازم مع الاحتفاء بالمبدعين عبر قارات الإنسانية.
ذات يوم كان الشاعر الكبير سعدي يوسف من المستشارين العاملين إلى جانب"الحنكي" وكان رضا الضاهر وعبد المنعم الاعسم وعبد الكريم كاصد وعبد جعفر وسلام عبود وطه حيدر ورشيد الخيون وجمعه الحلفي ونمير العاني وزكي عمر والعشرات من الروائيين والشعراء والكتاب ومن الضيوف والمرتادين والحواريين ل"الحنكي" وعدن كان الطموح يلامس السماء بجدارة.
احمد سالم الحنكي كان مثقفا نادرا ,مشروعا متعدد الأبعاد والضفاف,وشخص يتمتع بضمير حي وخصوبة متدفقة بالعطاء الإنساني, وأتذكر واقرأنه لم يكن بمقدوري أن أتهجى خطواتي الأولى في عتبات "صاحبة الجلالة" الصحافة لولا إسناده ودعمه وتشجيعه, وبفضله توظفت بصحيفة أكتوبر بدرجه قيادية من أول وهلة وأعفيت من الخدمة العسكرية الإجبارية وحصلت على دورات مكثفة , وإسفار وكتب وموسيقى ومحبة ووووووو.....وفي اليوم الثالث من المجزرة الينايرية خلصني بشهامة من براثن قتله محترفين لايرحمون وكلف احد الأصدقاء _لازال على قيد الإقامة في التواهي_ بتوصيلي إلى مكان آمن ,وبعد بضعه أيام وشى به احد الذين تمتعوا برعايته ودعمه ,وخفروه إلى جمارك المعلا ثم إلى لحج ثم إلى حلق مفرزة الإعدام البربرية العمياء.
بعد انقضاء أشهر على"مطحنه الرؤوس"سارعنا إلى ارتكاب مجزره نكراء بعقد مؤتمر لمنظمه الصحفيين اليمنيين خرج بقرارات تستنكر وتدين رفاقنا الضحايا القتلى"الشهداء" الذي كانوا من أعلام التنوير والاستنارة ورجمناهم بحجارة التخوين و"المؤامرة"!!!
بعد انقضاء أكثر من عام على صفقه "الوحدة الفورية" المبرمة في نفق بين البيض وصالح كتبت بمرارة ساخرة عن ذلك المؤتمر المسخرة, وعرجت فيه على ذكر اسم صديقي وأخي وأستاذي أحمد سالم الحنكي , وفي ذات المساء هاتفني احدهم ليذكرني بدور الخبل في التاريخ حين المح إلى أن كتابتي تلك قد تجر إلى"شق وحده الحزب"الذي كان قد انشق وتشقشق وتدقدق بفعل تكالب قياداته على مغانم السلطة وأسلابها ولأسباب أخرى كثيرة لا يتسع لها المجال.
لقد لمحت صاحبي من شق" الطِربال" وهو في قبضه القتلة ولم استطع إنجاده كما فعل معي, ولم اكتب اعتذاري واعترافي لأتخفف من وزر تنوء بحمله جبال الجليد والحديد,ولم اهتد إلى سبيل التخفف أو"التطهر" بسهوله ,ولعل الأمر يحتاج إلى مشقة كبيرة والى الكثير من الاستغراق والإستغوار والانهماك والاشتغال بقراءة الكثير من التجارب المماثلة ,المؤلمة والملهمة حتى نكتسب بعض لياقة المقاومة ل"الإصابة بالسلامة" ول"عقده الناجي" ياسين الحاج و"الشعور بذنب" بانكرازي .
****


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن صفحة الكاتب على الفيسبوك


Create Account



Log In Your Account