لقطات عابرة من زيارة خاطفة لتعز الحالمة
الثلاثاء 19 سبتمبر ,2023 الساعة: 06:35 مساءً

- ما لاحظته وما يشكو منه الناس في تعز، هو كلفة وارتفاع الوضع المعيشي، فكل شيئ هناك يباع بسعر مرتفع على عاكس ما هو في المناطق المحررة ولا سيما في العاصمة عدن، الاكل في المطاعم والبوفيات مرتفع، المشتريات الباردة والساخنة مرتفعة، وذلك لأن كلفة الغاز المنزلي مرتفعة بسبب ارتفاع أجرة النقل إلى تعز، بسبب بعد الطرق ووعورتها التي ينقل عبرها الغاز والبترول والمحروقات الأخرى، نتيجة الحصار الجائر على تعز من قبل جماعة الحوثي ارتفعت الأسعار وأصبحت الناس تعاني بشدة، لذا ينبغي الإسراع في رفع الحصار عن تعز بكل الوسائل، وعودة الحياة إلى طبيعتها.

- الأمر الثاني لم نرى هناك تحسنا في الطرق من صيانة وغيرها، سواء داخل المدينة أو في الطريق الممتدة من المدينة إلى التربة، أو في طريق هيجة العبد، وهي الشريان الوحيد الذي يربط تعز بالجنوب حاليا، لم تكلف السلطة المحلية في المحافظة صيانة هذه الطرق طوال السنوات التسع التي أعقبت الحرب، الطرق ليست على ما يرام وهي تعيق وتعرقل حركة المسافرين، وتصيب المركبات والسيارات بالعطب كما قال صاحب الباص الذي اقلنا من التربة إلى تعز، متسائلا: اين تذهب إيرادات الدولة؟ اين تذهب الجبايات التي يتم أخذها يوميا من الناس بغرض التحسين والاصلاحات؟ 

صندوق الاعمار السعودي منذ سنوات لم ينجز عملا ملموسا في طريق هيجة العبد، فالطريق ما تزال ضيقة ووعرة وخطيرة جدا جدا.

- الكهرباء في تعز وفي التربة، هي كهرباء تجارية وليست حكومية، فالناس يدفعون مبالغ باهضة مقابل الاستهلاك الشهري وبالكيلو، قال صاحب الباص الذي اقلنا من بئر باشا إلى جبل صبر أنه كان يدفع 15 ألف شهريا على الكهرباء وهو لا يستهلك إلا قيمة سراجات وتلفاز وعصارة، وحاليا قال تركت الكهرباء واستعنت بالطاقة الشمسية، فيما قال استاذ جامعي في التربة التقيناه صباح أمس الاثنين أنه يستهلك بقيمة 12 ألف ريال شهريا، وهو لا يشغل سواء سراجات وتلفاز، ثم أردف: لو كنت أملك ثلاجة وغسالة كنت الآن ادفع ثلاثين ألف. واضاف: هذا جرم وحرام، في ظل انعدام المرتبات وقلتها.

السؤال: أين هي كهرباء الدولة في تعز، أين هي المحطات التي كانت تشغل من سابق لماذا توقفت؟ 
- الجبايات وما ادراك ما الجبايات، الناس كلها تشكوا من الجبايات المفروضة على وسائل النقل، وعلى البائعين بمختلف انواعهم، وعلى الغاز، وعلى المحلات التجارية، وعلى كل شيء، حتى لتكاد تعز تسير في خط متوازي مع صنعاء وعدن في الجبايات المفروضة على الناس بصورة جائرة وغير واقعية ومنطقية، أحدهم كان معنا في الباص الذي اقلنا امس من تعز إلى التربة، وبينما كنا نقطع الطريق في وادي الضباب، قال: ما في معهم إلا الناس يخلسوهم، جبايات متواصلة وعلى اتفه الأسباب والأشياء.

- تعز بدأت لي جميلة جدا، حيوية ونشيطة في الصباح الباكر، والشوارع مزدحمة، والناس تلقي علينا التحية في الشارع، انطلقنا من بئر باشا ومررنا بالمركزي وشارع جمال في طريقنا إلى جبل صبر، ارتقينا الجبل حتى خال لنا أننا نطير على السحاب بينما المدينة تحتنا في الاسفل في منظر جميل ومدهش جدا، اعتلينا إلى آخر محطة في جبل صبر حيث تنبع عين الماء التي يرتوي منها الاهالي، وحيث الهيوج والشواجب الممتلئة بأشجار القات والفاكهة، وتذكرت آخر رحلة إلى تعز كانت قبل أحد عشر عاما أيام ثورة الشباب، يوم تناولت القات في إحدى المنتجعات بجبل صبر ونمت ليلتي في إحدى الخيام بساحة التغيير.
- لن تستطيع تعز أن تعيش وتزدهر إلا في ظل المشروع الوطني، فبدون هذا المشروع سوف تخسر تعز في صنعاء وسوف تخسر في عدن، المشروع الوطني الحقيقي بما هو انقاذا للبلاد برمتها من الحروب والتدخلات الخارجية، هو يمثل طوق النجاة لتعز الحالمة ايضا، فحينما يفشل ابناء تعز وهم في سدة الحكم من إرساء دعائم هذا المشروع في المناطق المحررة حاليا، فهم يضرون تعز، ويعيقون اكتمال اليمن واستعادة أراضيه من ايادي المليشيات، ويؤخرون استعادة الأمن والاستقرار والتنمية إلى ربوع البلدة الطيبة التي من فوقها بلاشك رب غفور.

- وفي الاخير المعذرة لكل الزملاء والاصدقاء في تعز الذين تواصلوا معي ولم اتمكن من زيارتهم، واقول سوف نتمكن من ذلك في زيارة قريبة وقد فتحت الطرق واستتب الأمن والاستقرار باذن الله.


Create Account



Log In Your Account