مأزق الحوثي في ثلاث صور.. ابتسامة الأمير وطلاء اليمنيين والكباش وابتسامة خامنئي
الأربعاء 20 سبتمبر ,2023 الساعة: 06:09 مساءً

الوفد الحوثي، فاوض السعوديين لمدة خمسة أيام في مسألة كيفية دفع مرتبات للموظفين اللذين تحت سيطرة الحوثي.
الموظفون، تحت الحوثي، يعملون قسرا وسخرة ويدبرون أحوالهم من عرض المواطن.
المرتبات، لن تسكت جوع الموظفين ولن تنفعهم بشيئ ولكن الحوثي عمل منها أم القضايا.
ثم عاد الوفد الحوثي إلى صنعاء لمشاورة زعيمهم عبد الملك الحوثي بشأن الأفكار السعودية لصرف المرتبات.

الذي أوصل الحوثيين إلى الرياض والذي أعادهم إلى صنعاء، هم العمانيون.

وفد الوساطة العماني، المضيف الدائم للحوثيين، يتوسط دائما بين الحوثيين والأمريكيين أو بين الحوثيين والسعوديين، ولكنه لا يتوسط أبدا بين الحوثيين وحكومة الشرعية اليمنية.

سننظر اليوم إلى الوضع من خلال ثلاث صور.
صورة، تنهي إدعاء الحوثي بأنه إنما يقاوم "العدوان السعودي"
صورة، "العدوان الإيراني"
صورة، "العدوان الحوثي"


أولا: صورة الأمير السعودي


الأمير خالد، يبتسم ابتسامة عريضة غير مسبوقة تكشف أسنانه لوفد الحوثيين اللذين يصفونه دائما هو وبلاده بالعدو التاريخي.
الأمير خالد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، معه ابتسامة خفيفة ماركة مسجلة لا تكشف عن الأسنان ولا تدري إن كانت هي ابتسامة حقا أم شيئا أشبه ب "المونا ليزا" التي رسمها ليوناردو دافنشي عام ١٥٠٣ أي قبل أكثر من ٧٠٠ سنة والتي ما ال العالم لا يعرف حتى الآن إن كانت تبتسم أم لا.

وقال خالد للوفد الحوثي، أنه يريد أن:

١- "يجلس الحوثيون مع بقية اليمنيين للتوصُّل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".

٢- "ينتقل اليمن إلى نهضة شاملة وتنمية مستدامة للشعب اليمني الشقيق، في ظل استقرار سياسي وأمن دائم، يتكامل مع النهضة التنموية للمنظومة الخليجية".

{{ والآن هل سيستطيع الحوثيون بعد ابتسامة الأمير السعودي هذه أن يدعوا أمام اليمنيين والأجانب بأن وزير الدفاع السعودي هو عدوهم وأن الحوثيين إنما يقاومون العدوان في معركة تاريخية؟ }}

{{ وهل يستطيع الحوثيون أن يتفاوضوا مع بقية اليمنيين؟ }}
{{ هذا مأزق }}

ثانيا: صورة اليمني المطلي

عاد الوفدان العماني والحوثي إلى صنعاء، وقد دهنوا أجساد اليمنيين باللون الأخضر مع البيوت والدكاكين والأضواء وحتى الكباش التي ترعى من أكياس القمامة في الشارع، إحياء لذكرى المولد النبوي.
الدهان باللون الأخضر، يحدث في هذه المناسبة في إيران، ولكن الحوثيون بالغوا كثيرا في طلاء اليمنيين.
وكأن الحوثيون يختمون على أجسام اليمنيين باللون الأخضر ليرسخوا في ذهنهم بأنهم عبيد آبائهم وأجدادهم.

{{ هذا- باختصار- هو "العدوان الحوثي" }}
{{ هل يمكن أن يتخلى الحوثيون عن جهودهم لتغيير الهوية اليمنية إلى هوية أقرب إلى الإيرانية؟ }}
{{ الحوثيون، يعتبرون أنفسهم في مهمة تاريخية لإدخال اليمنيين في الإسلام على الطريقة الحوثية وحسب ملازم حسين الحوثي التي لا يفهمها أحد حتى هم أنفسهم }}
{{ الحوثيون، يفتخرون بطلاء اليمنيين والكباش باللون الأخضر ولا يخجلون أو يشعرون بأن هذا مأزق. ولكنه مأزق. }}

ثالثا: صورة الإيراني خامنئي


صورة ابتسامة خامنئي.
نفس الوفد الحوثي الذي تلقى ابتسامة الأمير السعودي لأول مرة في تاريخ الأمير وفي تاريخ الحوثيين، هو يحظى دائما بابتسامة المرشد العام لجمهورية إيران الإسلامية.
إيران، في مهمة تاريخية للتوسع في البلاد العربية وتعتمد على الحوثيين وما شابههم كأدوات لتمزيق أنسجة المجتمع العربي تحت شعارات براقة تختلف من مكان لمكان.

{{ هذا هو العدوان الأكبر: "العدوان الإيراني" }}


رابعا: السياسة خلف الصور


السعودية وأمريكا وكل دول العالم، يريدون إنهاء حرب اليمن.

إيران، تقبل بإنهاء حرب اليمن بشرط أن يحتفظ الحوثي بالسلاح والميليشيات والعلاقة مع إيران.

الحوثي، يظن أنه قد انتصر وأن السعودية تريد تجريده من ثمار انتصاره بالابتسامات الأميرية وبتخفيف تأثير قبضة الحوثي على اليمنيين.

اليمنيون، يريدون الهدوء والسلام ولكن في نفس الوقت لا يريدون الحوثي أن يطليهم هم وكباشهم باللون الأخضر، ويغصبهم على قراءة ملازم حسين الحوثي.

هذه أيام محسوبة على اليمنيين أنها من أيام السياسة.

الغالب هو أنها ليست من أيام السياسة ولا من أيام الحرب.

ولكن حلقة أخرى من حلقات الضياع اليمني الكبير.



Create Account



Log In Your Account