الأربعاء 25 أكتوبر ,2023 الساعة: 04:06 مساءً
أجتمعت الجامعة العربية، في مقرها العام بالقاهرة، بشأن التطورات الأخيرة الخطيرة، أو ما يجري في قطاع غزة، ومناطق الضفة الغربية، من حرب صهيونية همجية ووحشية على أبناء فلسطين، الذين يعانون حصاراً منذ ٧٥ عاماً، من قبل العدو الإسرائيلي الغاصب، والمدعوم من قبل الإدارة الأمريكية، وكذا دول الغرب الإستعماري، اللاتي عملتا على إنشاء هذا الوجود الغريب في أرض فلسطين العربية.
سيما بعد وعد بلفور في العام ١٩١٧م أو ما يعرف بغدئذ بالإنتداب البريطاني على فلسطين، والذي سعى منذ اللحظة الأولى، على تهجير أولئك اليهود من بلده، وإنشاء لهم كيان في أرض غير أرضهم، وبمباركة ومساندة أمريكية، غربية آنذاك، بهدف توطين أولئك اليهود في أرض فلسطين، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم لا تزال القضية الفلسطينية، محلك سر، رغم قرارات الشرعية الدولية، في حق أبناء فلسطين، بالعيش في أرضهم بأمن وأمان، وكذا إقامة دولتهم الفلسطينية في حدود ال ٤ من يونيو ١٩٦٧ م وعاصمتها القدس، ولكن أمراً كهذا لم ينفذ، بسبب الفيتو الأمريكي المتعنت والواقف إلى جانب الكيان الصهيوني الغاصب، لأرض فلسطين.
وهكذا سارت الأوضاع بشكل دراماتيكي، على هذا النحو، أبتداءً من نكبة عام ٤٨م وما حدث أثناءها، من تهجير ومآسي كبيرة للشعب الفلسطيني، ومروراً بمذبحة دير ياسين، وغيرها، ناهيك عن المذابح العديدة، التي تلتها ومنها مذبحة قانا، وكذا مذبحة تل الزعتر في لبنان، وإنتهاءً بالمجازر الوحشية واللا إنسانية، التي ترتكبها حتى الآن، آلة الحرب الصهيونية المدمرة، في حق أبناء فلسطين، في كل من قطاع غزة، ومناطق الضفة الغربية، ناهيك عن مناطق عرب ٤٨ م.
إذن نتساءل هنا، ما الذي تبقى من كرامة للعرب ..؟
لا شيء، حيث أحتشدت كل آلة الحرب والبوارج الأمريكية، والغربية، في شرق المتوسط، لمساندة ربيبتهم إسرائيل، الحامية لمصالحهم بالمنطقة، وذلك بمجرد أن أهتزت وسقطت هيبة العدو الإسرائيلي، أمام ضربات المقاومة الفلسطينية الباسلة، والتي شكلت في حد ذاتها نقطة تحول، في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، بالمنطقة العربية، في الوقت الحاضر.
ولذلك كان لأمريكا، ودول الغرب الإستعماري، من أن تسارع لنجدة ودعم ذلك العدو المجرم والمتغطرس، والذي لم يتورع يوماً ما، من إستخدام كافة أسلحته وآلته العسكرية المحرمة دولياً، ضد أبناء فلسطين، وهذا ما يحدث حتى هذه الساعة، أمام مرأى ومسمع من العالم، ما يقوم به العدو الصهيوني، من إرتكاب مجازر وحشية، وإبادة جماعية، لأطفال ونساء وشيوخ أبناء غزة، ومناطق الضفة الغربية، وغيرهما في مناطق الداخل الفلسطيني المحتل، فيما العرب يتفرجون ويدندنون، على ما يحدث لأخوانهم في أرض فلسطين العربية، من حرب إبادة جماعية قذرة، وعرقية يشنها ذلك العدو الصهيوني المسخ، وبدعم ومباركة أمريكية وغربية واضحة.
بينما ممثلو الدول العربية، المجتمعون في الجامعة العربية، والتي عقدت كدورة إستثنائية مؤخراً بالقاهرة، لم تخرج بأية نتيجة من هذا الإجتماع، سوى مطالبتهم برفع الحصار، وإدخال المساعدات إلى غزة، في حين كان يستوجب منهم، من إتخاذ مواقف صارمة وجادة، إزاء ما يحدث لأهالي غزة والقطاع، من عدوان سافر وإبادة جماعية لهم، فاقت كل الأعراف الإنسانية.
وبالتالي كان على أولئك المجتمعون، أن تكون كلمتهم ومواقفهم موحدتين، وذلك المطالبة في بادي الأمر، بوقف إطلاق النار، ورفع الحصار كلياً، عن قطاع غزة، وماطقه الأخرى.
وكذا إدخال المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى إدانة ذلك العدو الإسرائيلي المتغطرس، إضافة إلى الرفع بجرائمه العدوانية الوحشية، إلى الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، وبالأخص إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، هولندا .. وغيره من المنظمات الحقوقية والإنسانية، بهدف محاسبة ومعاقبة هذا الكيان الصهيوني الهمجي، النازي، والفاشي، والذي تجاوزت جرائمه كل الأعراف، والقوانين، والمواثيق الدولية والإنسانية، في حق الشعب الفلسطيني وأبنائه الميامين، الذين ينتظرون النصر أم الشهادة.
وإنها لثورة حتى النصر والتحرير ...