ملعوب المنطقة!
الإثنين 06 نوفمبر ,2023 الساعة: 04:29 مساءً

ظهر ناطق الحوثيين مستعرضاً أنهم قصفوا بالصواريخ والطائرات المسيرة إلى ارض فلسطين، وهو برأيي محض خيال استعراضي ومأمور من ولي نعمته أمريكا نفسها، لم يحدثوا أنفسهم بتكرارها، و ووجه ببرود إسرائيلي! 

فأدنى ما يقال عن هذا انه ضد المنطق؛ فلو سلمنا أن إيران زودتهم بتلك الأسلحة فكيف لها عبور أجواء دولة متقدمة دفاعياً كالسعودية تمتلك دروعاً صاروخية مضادة من الباتريوت تعترض كل تهديد يمر بأجوائها، ولو حدث وإن مرت بأجوائها لسبب أو لآخر لكانت المملكة أسقطتها ثم أعلنت عنه؟
وإن كان عبر البحر الأحمر فثمة بارجات أمريكية وإسرائيلية من المؤكد ستعترضها وتسقطها!
ثم.. هل يمكن التصديق أن الحوثية تمتلك صواريخ ومسيرات على مدى 2000 كيلو متر ويغض العالم الطرف عن ذلك ولم لم تكررها المليشيات الحوثية ان كان لها مثل تلك الأسلحة؟!

وما هذا الصمت الأمريكي الإسرائيلي على مثل هذه التهديدات إن كانت حقيقية وهما اللتان حشدتا العالم كله منذ عام ١٩٩٦ لتجريم حماس ووصمها بالإرهاب لبعض العمليات الاستشهادية والتظاهرات ورشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة، بينما تصمتان عن صواريخ ومسيرات حوثية بعيدة المدى؟!

ثم ما الذي يؤكد حدوث هذه العمليات ومسارها؟!
ولماذا لم ترد إسرائيل وأمريكا بقصف معسكرات الحوثي التي انطلقت منها هذه الصواريخ والمسيرات؟! 

ما أنا على يقين منه منذ زمن بعيد أن الحوثية إحدى أدوات الملعوب الصهيوامريكي في المنطقة يوعز إليها بعض الاحداث وتبنيها ليكتمل الملعوب الكبير الذي ستتضح ملامحه قريباً في المنطقة. 

في عمليات طوفان الاقصى في السابع من أكتوبر اندهش العالم لفعل المقاومة فيها، وصرخ العالم ب(عدوان) حماس و(إرهابها) وحدث تحالف صهيوامريكي اوروبي سريع ردة فعل على ذلك، ليتضح بعد القصف البربري الإسرائيلي على غزة أن هذا التحالف لم يكن ردة فعل للطوفان، بل إن أهدافه معلنة ومبيتة منذ زمن لتهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء كوطن بديل، وإنهاء كل مبادرات السلام السابقة وحل الدولتين بعد وصول المنطقة إلى هذا الحال من الترهل والخنوع.

اتخذت اسرائيل ذريعة القصف الحوثي لتتواجد بأساطيلها وقواعدها في البحر الأحمر دون ردة عنيفة من قصف لمعسكراتها ومواقعها، وكان دليلا إضافياً لهذا التخابر الحوثي الصهيوني وكشف لما وراء تبني الحوثي هذا القصف.

ففي العملية الأولى التي تبناها الحوثي للصاروخ الذي سقط في سيناء سارعت اسرائيل لتتحدث عن هذا الخبر وتؤكده، بينما تروت مصر ولم توضح الفاعل وقالت - في عمل احترافي- إنها ما تزال تحقق لمعرفة الفاعل. ففي حين يؤكد خبراء أنه قصف اسرائيلي لسيناء في محاولة لجر مصر إلى دائرة الاشتباكات، تقول إسرائيل وأمريكا أنه ليس في صالحها توسيع الصراع في المنطقة، وهذا باعتقادي هدف مرحلي لصرف اي تكتل قد ينشأ في المنطقة اثناء وبعد هذه الحرب حتى تستفرد اسرائيل بالجبهات جبهة جبهة وبمخططاتها واحداً تلو الآخر. 

فبعد اغراق العالم خليج عدن منذ عام ٢٠٠٤ بالبارجات والقواعد العسكرية بحجة انهاء القرصنة، هاهي تتجه كثير من الدول كذلك لملء البحر الأحمر بها ولم تكتف ببارجات خليج عدن؛ انتهت القرصنة وقضي عليها ومازال تحشيدات البوارج تأتي إليها، وانتهت عملية القرصنة وكان لابد من ذريعة جديدة في المنطقة فتم دعم وخلق الحوثية لتسبب الذرائع القادمة ضمن هذه المخططات.

من صفحة الكاتب على فيسبوك 


Create Account



Log In Your Account