ما وراء الجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل!
الخميس 07 ديسمبر ,2023 الساعة: 01:13 مساءً

أعلن الجيش الاسرائيلي اليوم عن تواصل الجسر الجوي الأمريكي للإمداد العسكري لإسرائيل؛ وذلك بوصول طائرة عملاقة محملة بمختلف الآليات العسكرية والذخائر المختلفة.

هذا الجسر الجوي، إضافة إلى البوارج البحرية التي وصلت المياه الاقليمية في البحر الأبيض المتوسط المساندة للعدوان الإسرائيلي على غزة وقصفها القطاع منذ بداية العدوان.

هذه الأسلحة الأمريكية تضاف إلى قائمة الإمداد البريطاني للجيش الإسرائيلي.

ماذا يعني هذا الأمر؟!

أولاً: أن المقاومة الفلسطينية لا تواجه الجيش الإسرائيلي وحسب بل ثلاثة جيوش مجتمعة متطورة تمتلك مختلف أنواع الأسلحة المتقدمة.

ثانياً: أن المعارك ضارية، وأن المقاومة شرسة تكبد هذا التحالف المعادي خسائر كبيرة لم يعهده من قبل.

ثالثا: تعهد أمريكا وتصريحاتها المستمرة أنها "لن تسمح لحماس بالانتصار"، وهذا التصريح بحد ذاته له دلالات كبيرة على رأسها أن هناك إمكانية لانتصار المقاومة على تلك الجيوش مجتمعة رغم فارق التسليح والتدريب والعدد وضراوة القصف الذي يطال كل شيء في غزة.

رابعاً: على الرغم من أن إسرائيل دولة مصنعة عسكرياً وتمتلك المصانع المختلفة إلا أنها لا تكفي ولا تزال بحاجة لمزيد من الأسلحة.

خامساً وعطفاً على رابعاً: فإن هذا الأمر يعكس إصراراً صهيونياً أمريكياً على دمار غزة بالكامل، وحجم الدمار، وكمية الأسلحة الملقاة على القطاع أكبر مما يمكن تصوره، وأن هناك إصرار على تهجير سكان غزة فعلياً.

سادساً: كل هذا الدمار يشي بأن هذا العدوان الصهيوأمريكي على غزة لم يكن ردة فعل على #طوفان_الأقصى في السابع من أكتوبر وإنما مبرراً لخطة التهجير الشاملة بحق الغزيين،والدليل على ذلك أيضاً التصعيد الصهيوني في الضفة الغربية واستهداف مخيم جنين بشكل مستمر، ناهيك عن تصريحات نتنياهو ضد السلطة الفلسطينية في الضفة وأنه لم يعد لها مبرر الوجود، ولن يكون لها دور مستقبلي.

سابعاً: تبرير أمريكا لكل جرائم الجيش الإسرائيلي بحق المدنيبن في غزة، واتهام حماس بارتكاب الفظائع بحق المحتجزين الإسرائيليين هو منح إسرائيل شيكاً على بياض بارتكاب كل جرائم العصر بحق الفلسطينيين. 

يمثل الكيان الصهيوني رأس مشروع غربي للحرب على العرب في المنطقة وليس مجرد حليف فقط، ولذلك يتم الحفظ عليه من السقوط كلما وقع في أزمة وخطر.

في حرب أكتوبر 1973 حدث ذات الأمر بإمداد اسرائيل بجسر جوي من العتاد العسكري المتنوع والمتطور، وتم إنقاذ إسرائيل من هزيمة كبرى ومحققة من قبل الجيوش العربية وعلى رأسها الجيش المصري، وأدرك الغرب ذلك فسارعوا إلى إجبار مصر على توقيع اتفاقية كمب ديفيد الأولى.

في تلك الحرب كان للملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله الدور الحاسم في إلحاق الهزيمة بإسرائيل عبر قرار المقاطعة النفطية، وأدركت إسرائيل أهمية هذا الأمر فطبقت المقاطعة اليوم على غزة وحصارها غذائياً ودوائياً ووقوداً.

ثمة فارق جوهري بين الأمرين والحربين اليوم؛ فحرب اليوم ليس فيها حافظ الأسد ليسرب خطذ الجيوش العربية وتوالي الخيانات للجيوش العربية من جهات مختلفة، ومقاومة اليوم على الأرض تعي تلك الدروس جيداً، فنظفت صفوفها من اختراقات العملاء، وآمنت بقضيتها كل الإيمان، وتعتبر النكصان والتراجع تولياً من الزحف وهي من الكبائر في العقيدة لا يمكن ان تسلكه، وأن لا سبيل أمامها إلا الانتصار أو الشهادة، فرأسها مطلوب للعالم أجمع.


Create Account



Log In Your Account