حكاية مكان
الخميس 04 يناير ,2024 الساعة: 03:50 مساءً

مدينة تعز هي المدينة الاثيرة التي تسكنني واسكنها، في سنوات الحرب ابتعدت عنها كثيراً، نزحت الى الريف الجنوبي الصلو حيث المهد والميلاد، لكنني في سنوات الحرب لم انس مدينتي ودخلتها مرات عدة، ومن منافذ مختلفة، شاقة وبعضها طريق تحت خط النار، كما في طريق غراب وجولة القصر ووادي صالة في السنوات الاولى للحرب، هذه المرة عبر طريق المواسط ـ المعافر ومن ثم الضباب وبير باشا الى حوض الاشراف، تجولت في شوارعها أتأمل ملامح نقشت في ذاكرتي منذ الطفولة، وفي الطريق الى قلب المدينة اذن المؤذن لصلاة المغرب وانا قريب من مدرسة الشعب، نويت ان اصلي المغرب في مسجد الروضة، دخلت المسجد فاجتاحتني ذكريات تعبق في جو المكان، هذا المسجد كان له دور في بناء شخصيتي، فيه يوجد دار الارقم ابن ابي الارقم لتحفيظ القرآن الكريم، سواء في جانب المسجد الايمن او الدور العلوي، تذكرت حلقات التحفيظ وجلسات السمر، بعض معلمينا الاجلاء، لا زلت اتذكر الاستاذ / عبدالعزيز او محمد عبدالعزيز والاستاذ / عادل سعيد القدسي، وكان الاكثر بروزاً مدير المدرسة بشخصيته الصارمة التي انطبعت في ذاكرتي، وحتى مكان جلوسه جنب العمود اتذكره بطريقة اصحاب ابين، بعد صلاة المغرب هممت بالصعود للدور العلوي حيث كانت تقام حلقات الدرس والتحفيظ وانشطة المدرسة، لكان شاباً اخبرني بأنه لم يعد هناك مدرسة تحفيظ .. وانه يأتي بعض الاطفال بعد صلاة العصر ويدرسون ساعة من الزمن .. شعرت بالاسى وحز في نفسي ان يتهاوى المكان .. فقد كان لهذه المدرسة دور في بناء شخصيتنا وتنمية ثقافتنا الدينية، قفلت راجعاً اتذكر ثمانينيات القرن المنصرم وطفولتي واخواي، بقالة الوحدة العربية وشراؤنا للروتي المقطع .. جلستنا فوق سور مدرسة الشعب عند رواحنا بعد صلاة العشاء ...بفضل هذه المدرسة كنت مع اثنين آخرين بمدرسة معاذ النموذجية الافضل في تلاوة وتجويد القرآن، حتى انه عندما اقيمت مسابقة بين مدارس المدينة نحن الثلاثة مثلنا مدرستنا وحزنا المرتبة الثانية، كانت ايام جميلة بالرغم من قساوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية بالنسبة لي ...


Create Account



Log In Your Account