مجلس القرية.. تجربة متميزة بحاجة إلى تكاتف

الإثنين 08 يناير ,2024 الساعة: 03:11 مساءً

في إطار توسيع مجالات التنمية المستدامة التي ينفذها الصندوق الاجتماعي للتنمية، تم تشكيل مجالس قرى في خمس عزل من مديرية الصلو (تعز)، وفي عزلة الحريبة التي انتمي اليها تشكل مجلس قريتنا التي تتكون من عشر محلات، طبعاً يختلف مجلس كل قرية عن الأخرى بعدد أعضاءه حسب زيادة أو نقصان التعداد السكاني للقرية ومحلاتها، في قريتنا هناك تضخم في عدد السكان فكان مجلس قريتنا 12 ذكور ومثله من الإناث، تم انتخاب مجلس القرية من سكانها، وكان الحدث جميلاً بسبب وعي الناس الذين شاركوا في ذلك، ديمقراطية وشورى وبدون عبث، بعض المحلات شاركت بكثافة وبعضها الآخر كانت مشاركة الناس ضعيفة لقلة الوعي ولعدم استيعاب الناس أهمية المجلس وما سيضطلع به من مهام، بعد الانتخابات خضع المختارون في المجلس لدورة تدريبية ونشاط مكثف، تمحورت في كيفية تعبئة مصفوفات متكاملة عن المحلات التي تضمها القرية، وهذه المصفوفات تضم كافة المعلومات عن المجتمع كالحالة الاقتصادية ونوعية المهن الموجودة و الخدمات غير المتوفرة، وفرة المياه في الصيف وقلتها في الشتاء ومعالجات هذا الأمر، كعمل سقايات للاسر في المنازل وعمل حواجز مائية وخزانات تجميعية، ومركز صحي للقرية ومحلاتها العشرة، تعداد مربيو المواشي والنحالين وكذلك عدد الذين يعملون في الجانب الزراعي، الطرقات التي هي بحاجة إلى إصلاح او رصف، احتياجات التعليم من جدار ساند للمدرسة الموجودة في المنطقة أو النقص في الأدوات التعليمية والخدمية داخلها، الدورة كانت جيدة وأعطت المشاركين طرق جمع المعلومات واكسبتهم خبرة معرفية في مجال التنمية المستدامة، وأن كانت مكثفة والوقت ضيق وما زال أعضاء مجلس القرية أو مجالس القرى بحاجة إلى مزيد من مثل هذه الدورات، مجلس القرية يتصل بمجلس العزلة ومجلس العزلة يتصل بالمجلس المحلي للمديرية وهكذا تتكامل الجهود لتنمية الريف وتطويره في مختلف المجالات، ولا ينحصر عمل مجلس القرية مع الصندوق الاجتماعي للتنمية ولكنه يتعداه إلى دور حيوي في المجتمع، هذا المجلس لديه لجان مختلفة وتتكامل فيما بينها ويشترك فيها من أبناء المجتمع ممن لديهم خبرات وممكن أن قدموا خدمة للمجتمع، كما أن لديه لجنة خاصة بالمبادرات المجتمعية التي من خلالها يساهم المجتمع بنهوض بيئته، طبعاً أنا احد اعضاء مجلس قريتنا وما أكتبه نابع من تجربة وهي في بدايتها ونتمنى أن تنجح التجربة وتنجح هذه المجالس القروية في تطوير الريف وايصال الخدمات الاساسية الى ابناء الريف، وفي إيقاظ المجتمع من حالة الركود والسبات.. وهذه المجالس بحاجة الى تكاتف المجتمع والتفافه حولها بعيداً عن خلافات الآخرين وتعصباتهم المناطقية والحزبية والسياسية.. عندها يمكن ضمان النجاح والاستمرار والفاعلية.