أمريكا واستخدام الحوثي
الإثنين 15 يناير ,2024 الساعة: 11:53 صباحاً



يجتهد الحوثي في استثمار القصف الأمريكي لبعض مواقعه.
  لا يختلف هذا القصف شيئا عن قصف التحالف الذي استمر لسنوات، ومن يظن أن الولايات المتحدة تقصد الإضرار بالحوثي فهو لا يدرك طبيعة وجود الحوثي وطبيعة الصراع في المنطقة، ولا أهداف الأحداث التي جرت في اليمن منذ 2014 إلى اليوم.

أمريكا التي وجهت اليوم ضربة للحوثي، هي أمريكا التي صنعت الحوثي، وهي أمريكا التي حافظت على بقائه، وهي من حمته من القرارات الدولية ومن قوات الشرعية ومن التحالف، وهي من ترفض إدراجه في قائمة التنظيمات الإرهابية.

ولولا الأمريكان ما تجاوز الحوثي منطقة دماج في صعدة، ولا أسقط العاصمة صنعاء ولا انقلب على الدولة ولا وصل إلى هذا الحد من الغطرسة الآمنة من العقاب!

أمريكا الراعي الرسمي لجماعة الحوثي ولا يمكن أن يتحقق لأمريكا هدف تقسيم اليمن وتشرذمها بغير هذه الجماعة الكهنوتية، ولا يزال أمام جماعة الحوثي أهداف أمريكية أخرى في المنطقة مطلوب منها العمل على تحقيقها وخاصة في الخليج!

وبما أن المعروف عن أمريكا أنها لا تعاقب أدواتها، مهما بلغت جرائمهم في حق الآخرين، وإن تحركت ضدهم فهو تحرك لتقويتهم، واضهارهم أكثر قوة لإرهاب خصومهم!
فهي أيضاً تجيد صناعة أعدائها كما تجيد صناعة حلفائها، وتستفيد من الأعداء كما تستفيد من الحلفاء إن لم يكن الخصوم هم حلفاءها الحقيقيون، ويتحركون وفق أجندتها وبما يخدم مصالحها، ويضر مصالح خصومها الحقيقيين! 

إذن فالحوثي بالمنطق القبلي نفذ "قطاع دولي" في البحر خدمة لأمريكا بشكل مباشر، جعلها تتقدم إلى خط الثمانية عشر أمام مرمى الصين، ومنحها مبرر توسيع نفوذها وتدخلاتها في البحر الأحمر!!

 


Create Account



Log In Your Account