وظيفة المثقف في المجتمع

الثلاثاء 16 يناير ,2024 الساعة: 07:47 مساءً

أولاً يجب ان نعرف ماهية المثقف، فإذا عرفناه فبالتأكيد سنعرف وظيفته في مجتمعه، المثقف هو الانسان الذي تشرب العلوم والمعارف المختلفة وينعكس ذلك في سلوكياته داخل الاسرة او في اطار المجتمع الذي ينتمي اليه ، ومن ثم يعمل على نشر هذه العلوم والمعارف في محيطه الاجتماعي ، ولا شك ان المثقف يقف في طليعة المدافعين عن حقوق المجتمع ورفض الظلم والفساد والاستغلال، فلا فائدة من ثقافة بلا فعل يترجم هذه الثقافة وهذه المعارف الى تغيير سلوك الفرد والمجتمع الى الافضل، المثقف هو حالة ثورية دائمة لا تنتهي الا بموته، بل انها تمتد بعد موته للاجيال من بعده، بفعل ما زرعه من مقاومة للظلم والاستبداد، والمجتمع اليوم بحاجة الى مثل هؤلاء المثقفين الذين يناهضون واقعاً متخلفاً يعيشه مجتمعنا بسبب الحرب وبسبب الفساد الذي ينخر في المجتمع ومفاصل الدولة، ان المثقف يسعى دائماً الى رسوخ العدل والامان والاستقرار وايضاً المساواه بين افراد المجتمع، يعمل على احياء المعارف في اوساط الجماهير، يحذرهم من خطر الاستغلال والخنوع للظلم والظالمين، ولذلك نرى انه كلما ازداد المثقفون في المجتمع زادت درجة الوعي وتقلص الجهل والتخلف، وتراجع الظلم والاحتيال وتعززت الحقوق الفردية والاجتماعية في اوساط المجتمع، هناك نظرة قاصرة تعتبر ان المثقف هو ذلك الانسان المستسلم الهادئ، الذي لا يغضب لظلم ظالم ولا يقف مع مظلوم، يستكين ويظل صامتاً لا يتخذ موقف من مشكلات مجتمعه الاسرية والاجتماعية والسياسية، وهذه النظرة يجب ان تتغير وان يتصحح المفهوم، المثقف يجب ان يكون في طليعة المجتمع يدافع وينافح عن الحقوق المدنية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ولو قام المثقفون بواجبهم الانساني ما كان لمجتمعنا ان ينزلق الى هذه المزالق من حرب وفساد وتمزق واستبداد، والمثقف يتعرض كثيراً للنقد بسبب مواقفه وقد يتعرض للسجن والاعتقال وتلفيق التهم الكيدية بسبب مواقفه الصريحة والواضحة، بل يصل احياناً بخصومة الى تصفيته جسدياً وهو ما يعرف بالاغتيال، فهو يرفض وجود سلطات عصبوية او اسرية تقف ضد الحريات وضد الحقوق الفردية او الجمعية، اي سلطة تمارس الظلم بمختلف انواعه واصنافه يواجهها بقوة الحق ويقومون بتوعية المجتمع بخطورتها ولذلك وغيره الكثير تأتي اهمية وجود المثقف في المجتمع... وللعلم فكثير او ربما كل الثورات التي قامت كان في نواتها مثقفون الهموا الجماهير بضرورة رفض الظلم والاستبداد والفساد والاستعباد ... واقرؤا التاريخ ...