الأحد 21 يناير ,2024 الساعة: 09:42 صباحاً
كما تابعنا، عبر شاشات التلفاز، بإنه كانت قد بدأت يوم الخميس الماضي الموافق ٢٠٢٤/١/١١ م، أولى المرافعات الخاصة بالدعوة، المقدمة من قبل جنوب إفريقيا، ضد الكيان الصهيوني، أمام محكمة العدل الدولية، في لاهاي هولندا.
لم يسبق أن رفعت ضد هذا الكيان السافر، منذ إحتلاله لأرض فلسطين، في العام ١٩٤٨م وحتى الآن.
وكان طوفان الأقصى، في ال ٧ من أكتوبر ٢٠٢٣م هو الحدث الأكثر أهمية في تاريخ القضية الفلسطينية وقد غير الكثير على مستوى المنطقة والعالم بأسره.
لقد شكل مرحلة جديدة، أو نقطة تحول، في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، في الوقت الراهن، بالرغم من تلك الجرائم الوحشية، التي أرتكبت في حق أبناء فلسطين، من قبل العدو الإسرائيلي، سواءً خلال مراحله السابقة أم اللاحقة، من إحتلاله لفلسطين، ناهيك عن الإنتهاك لمقدساته الإسلامية والمسيحية، فضلاً عن البطش، والقتل، والتنكيل لأبنائه، وكذا التدمير لبيوته، والتجريف لأراضيه.
في حين إن أعمالاً كهذه تحدث أمام مرأى ومسمع من العالم كله، ودون أن يحرك ساكناً، تستمر آلة الحرب العسكرية الصهيونية، في عدوانها البربري الوحشي، تشن ضد أبناء وأهالي فلسطين، فيما الأسرة الدولية صامتة عن ذلك.
أما أبناء غزة، أطفالاً ونساءً وشيوخاً، فهم يواجهون الموت في كل لحظة وساعة، من حياتهم في داخل بيوتهم ومساكنهم، التي أضحت أثراً بعد عين، خالية من كل شيء فيها.
بينما العالم يتفرج لتلك المآسي، والآلام، التي تحدث اليوم في أرض فلسطين الطاهرة، والتي تُدنس من قبل تلك العصابات الإجرامية الصهيونية، وبدعم ومساندة من قبل الولايات المتحدة، ودول الغرب الإستعماري، ناهيك عن عملائهم بالمنطقة العربية.
بدليل ما يقوم به هذا العدو حالياً، من حرب إبادة جماعية لأبناء فلسطين، مستهدفاً كما أشرنا أطفاله، ونسائه، وشيوخه، وذلك بضوء أخضر، من الإدارة الأمريكية، التي هي أيضاً مشاركة في هذه الحرب، ومباركة لمثل هذه الأعمال الإجرامية، الخارجة عن القانون الدولي.
ولذلك استشعرت دولة جنوب إفريقيا، دورها وقامت بواجبها الإنساني والإخلاقي، برفع دعوة قضائية إلى محكمة العدل الدولية، في لاهاي، ضد ذلك الكيان الصهيوني المجرم.. والذي يقوم يومياً بعملية القتل والإبادة الجماعية لأبناء فلسطين، وتهديم بيوتهم، بهدف إخلائهم من مناطقهم ، وتشريدهم إلى مناطق أخرى، أي ما يسمى بعملية الترانسفير، التهجير القسري.
وعودة إلى بدء أقول، بأن دعوة كهذه كان لها أثرها الكبير في أوساط العالم الحر، الذي يرنو إلى الحرية والإستقلال، من تلك الهيمنة الإستعمارية الصهيونية، والتي لا تزال باقية وجاثمة على أرض فلسطين.
ولا ننسى أن نؤكد هنا، بأن تلك الدعوة المقدمة من جنوب إفريقيا، تأتي إنطلاقاً من مشاعرها الطيبة، والفياضة، المليئة بالحماس والحرية، وهي الدولة والشعب الذي عانى مآسي وآلام كبيرة، من قبل نظام الأبارتهيد العنصري سابقاً، وفي هذا السياق، أذكر بمقوله.. للقائد.. الثوري الإفريقي نيلسون مانديلا، قبل رحيله، حيث تضمنت مقولته آنذاك.. إحساس وشعور إنساني كبيرين تجاه القضية الفلسطينية، حيث قال: حرية جنوب إفريقيا، لن تكتمل، إلا بتحرير فلسطين.
إذن أتساءل هنا: أين نحن كعرب ومسلمين، من هذا الكلام الرائع والجميل؟
لا أعرف؟
لقد كانت المرافعات المقدمة، من قبل محاميي جنوب إفريقيا، في منتهى الروعة، حيث قدمت فيها كل الدلائل والمعلومات الصحيحة.. التي أرتكبت ضد أبناء فلسطين، منذ نشأ هذا الكيان الاستعماري وحتى لحظة عدوانه الهمجي البربري على قطاع غزة والضفة.