"الشيطان يحكي"
الثلاثاء 23 يناير ,2024 الساعة: 10:06 صباحاً

قبل أن يتحول الشيطان إلى شيطان كان ملاك، يأتمر بأمره الملائكة، كان يرى افضليته فتكبر، عندما خلق الله آدم كان خياره واختياره سجد الملائكة لآدم بأمر الله إلا إبليس ابى واستكبر، جادل ربه واستحقر ما خلق الله من طين، ورأى أن مثله لا يسجد لمثل هذا المخلوق ولو كان بأمر رب العالمين، انه التكبر والغرور أوقعه في درب الضلال والمعصية، إبليس بعد أن أصبح عاصياً لم يرق له أن يعيش آدم وزوجه في الجنة تسلل إليهما ونفث فيهما عصيان أمر الله بعدم الاقتراب من الشجرة، أوهمهما أنها شجرة الخلد،  صدقاه ووقعا في المعصية، وهكذا نزلا للارض هم والشيطان إبليس، وظل إبليس يعمل في بني آدم يفتن بينهم ويشعل الحرائق، ينفث كبره في عقول بعضهم، فيصنعون صنع إبليس، صنع الشيطان الذي أخرج ابواهما من الجنة، انتشر الكبر وتمثل الشيطان ببعض البشر، الشيطان يحكي عن اخوته كما حكى ذات يوم اخوة يوسف عن يوسف، ضاق الشيطان بهم ذرعا،  هكذا يحكي.. الشيطان قد يتمثل في ثياب صديق وقد يتمثل في ثياب أخ ٍ أو رفيق، نعم انه الكبر ذلك الذي نخر عقله واستنفذ تفكيره.. يريد أن يكون الأعلى.. يريد أن يسلب من حوله ما يملكون.. الشيطان يحكي.. كيف تمثل الطيبة والمسكنة والمحبة لهم وغرس الثقة له فيهم.. وثقوا به سلموه مفاتيحهم.. ظنوه ملاكاً.. يحكي الشيطان أنه بعد أن استنزف قدراتهم في كل شيء.. اظهر وجه الشيطان وقلب الشيطان الأسود.. اظهر لهم تكبره وقال أنا ولولاي ما كنتم.. كل هذا لي.. لولاي ما عرقت اجسادكم ولا عملتم ولا انتجتم ولا بنيتم ولا اكلتم ولا شربتم.. ولا ولا ولا...
كانت الصدمة فيهم كبيرة، لم يتوقعوا خيانة كهذه..ظنوه ملاكاً.. لكنه اسقط قناعه وسقط من عيونهم.. اصبحوا يرونه في هيئة شيطان.. هذه حكاية واحدة من حكاياه مكره وخداعه ..
الشيطان يحكي بين الناس.. ينشر خداعه ينشر اكاذيبه لكن الغالبية كانت قد عرفته قبل ان يخدع دائرته الضيقة التي تثق فيه.. الشيطان يحكي خدعته الأخيرة.. رفاقه صحابه سقط القناع أمامهم.. ما عاد عندهم ذاك الذي يؤتمن على العشيرة.. المال يلعب بعقله.. وهو يمضي بالمعصية الى قبره.. بلا عقل ولا بصيرة..

هكذا يحكي الشيطان حكايته الاخيرة.. 
الشيطان قد تجده قربك أو قرب احبائك أو في مجتمعك الشيطان حالة وفعل يتلبس بأولياءه يأخذ مواطن الجمال والحق والرحمة منهم ويستبدلها بالقبح والباطل والقسوة... انه الشيطان يتلون ويغير اقنعته بإستمرار..

اللهم نجنا من شروره وحبائله ودسائسه ومكائده .. انا وانتم معشر القراء ...

- العنوان مقتبس من رواية للكاتب / احمد خالد مصطفى


Create Account



Log In Your Account