الأحد 11 فبراير ,2024 الساعة: 05:43 مساءً
عُقِدَ قبل أيام ، إجتماع رباعي ، في باريس ، وذلك بغرض الوقوف أمام الأحداث الجارية في غزة ، في حين لم يكن هنالك ممثل عن الجامعة العربية ،أقل ما يمكن .
ندرك بأن ذلك الإجتماع كان بدافع من قبل الإدارة الأمريكية وكذا الصهيونية .
في المجمل كان الإجتماع قد ناقش عدداً من القضايا في هذا الشأن ، ومنها كيفية الخروج من هذه الحرب ، والتي أدت بصورة واضحة إلى فشل الإدارتين الإسرائيلية ، والأمريكية ، وحلفائهم بالمنطقة ، من مطبعين ومنبطحين، ومؤيدينلتلك الحرب العدوانية القذرة ، التي أرتكبها ولا يزال يرتكبها الكيان الصهيوني ، في كل لحظة ودقيقة ، في حق أطفال ونساء وشيوخ فلسطين ، ومقاومتهم الباسلة ، والتي لاتزال تقاوم حتى الآن، تلك الترسانة العسكرية ، الهمجية الإسرائيلية ، والتي لم تستطع أن تحقق أهدافها الدنيئة ، و تسعى بشتى الوسائل العسكرية ، للقضاء على حركة حماس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى .
بدليل أن ما تقوم به من خلال آلتها العسكرية البربرية ، من عملية إبادة جماعية ، وكذا تطهير عرقي أكان للفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة ، والضفة الغربية وغيرها .
وبالإشارة إلى ما تقدم ، يمكنني القول ، بأن إجتماع باريس ، كان قد وقف أمام ثلاثة بنود رئيسية ، وهي كالتالي: هدنه مؤقته ، إطلاق سراح الأسرى ، تسليم الجثامين ، سلطة مدنية .
وقد سمعنا أيضا أن إجتماع باريس كان قد تطرق لضمان حماية الفلسطينيين ، في غزة ، الضفة ، والقدس .
ولكن هنالك دائماً، من يطرح سؤالاً ، وهو ماذا بعد حرب غزة ؟
أقول : بأن مسألة كهذه ، هي تتعلق بالشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة ، من مختلف فصائله ، أولئك الشجعان الذين يقدمون كل يوم التضحيات الجسام ، على درب الحرية، والإنعتاق من تلك الأغلال والإستبداد ، والحصار الجائر عليهم منذ ١٨ عاماً .
لقد مرت القضية الفلسطينية بمراحل عصيبة، إبتداءً من نكبة عام ٤٨ م وما حدث خلالها من عملية تهجير قسري لأبناء فلسطين ، ومروراً بنكسة حزيران يونيو ١٩٦٧ م وما تلتها من أحداث مؤلمة ومؤسفة للغاية آنذاك ، نتيجة للتأمر الإمبريالي ، الغربي ، الصهيوني ، أبان تلك الفترة ، ومعهم حلفاءهم بالمنطقة .
بالإضافة إلى ما تلتها من إتفاقيات ، كاذبة على العرب والفلسطينيين ، ومن ذلك إتفاقية السلام لعام ٩٠ م في إسبانيا ، مدريد ..
وكذا إتفاقية أوسلو ، النرويج لعام ١٩٩٣ م .
إذن .. ما الذي تم من خلال هاتين الإتفاقيتين ..؟
لا شيء .. أي لم يتم تنفيذ أيٍ منهما ، رغم أن هنالك إتفاقيات سلام في هذا الشأن ، بين الكيان الصهيوني ، ودول الطوق ، ومنها مصر ، والأردن ، وكذا منظمة التحرير الفلسطينية .
ليس هذا فحسب ، بل هنالك قرارات دولية ، من قبل الأمم المتحدة ، بخصوص قيام دولة فلسطينية لحدود ال ٤ من يونيو ٦٧ م ، ولكن للأسف ، لم يتم تنفيذ قرار كهذا ، بحكم إعتراض للولايات المتحدة وإستخدامها حق الفيتو في مجلس الأمن .
إذن .. ما الذي ننتظره من إجتماع باريس ، هدنة مؤقتة للحرب ، إطلاق سراح الأسرى ، وإدخال المساعدات ، ضمان الحماية لحقوق الفلسطينيين ؟
قيادة المقاومة وافقت على تلك النقاط والبنود ، وأضافت إليها بشكل أوسع ، ومنها وقف كامل للحرب ، رفع الحصار ، فتح المعابر ، إدخال المساعدات ، الإنسحاب الإسرائيلي من غزة ، وغيرها .
وفي الأخير لنا ، أن نقول : ماذا سيخرج به إجتماع القاهرة ؟
لن نتعجل أمر كهذا ، سنعرف حال إنتهاء هذا الإجتماع ، والأهم في هذا ، هو الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية وشعبها في كل مناطقه ، ووقف الحرب بشكل نهائي ، فتح المعابر ، رفع الحصار ، إدخال المساعدات ، إعادة الإعمار ، وإقامة الدولة الفلسطينية لحدود ال ٤ من يونيو 1967م .
إذن ، أقول : من إجتماع باريس ، إلى إجتماع القاهرة ، ماذا بعد ..؟