الإصلاح الاجتماعي.. مقدمة للإصلاح السياسي (2)
الخميس 29 فبراير ,2024 الساعة: 12:29 صباحاً

كما اشرنا في الجزء الأول من هذه المقالة بأن عملية الإصلاح السياسي لا يمكن أن تحدث دون إصلاح اجتماعي يسبقها، ذلك أن عملية الإصلاح الاجتماعي هي الأرضية الصلبة التي يمكن أن تبدأ فوقها عملية الإصلاح السياسي، والإصلاح السياسي لا يقتصر فقط على قيادة الدولة أو تنظيمها السياسي، ولكن هذا الإصلاح يمتد ليشمل كل القوى السياسية في البلاد،  إصلاح القاعدة الشعبية من خلال الوعي والتنوير، سيؤدي حتماً إلى إصلاح القيادات القاعدية للتنظيمات السياسية، وهذا سيؤدي إلى عملية إصلاح فوقية، أي القيادات العليا وسيرسخ مبدأ الديمقراطية الداخلية للتنظيمات والقوى السياسية والاتحادات العمالية والنقابية، وهنا سيصبح من الضروري والحتمي أن يتم إصلاح سياسي شامل للقوى السياسية، بحيث يكون الهدف السامي لها قيام دولة مدنية حديثة يسودها النظام والقانون والعدالة الاجتماعية، كما أنه يجب الاستفادة من القيادات السابقة من خلال ندوات ومحاضرات يقوم بها التنظيم السياسي، أو تقوم به الدولة للكوادر التي تدير المرافق الحكومية، سواء في الحكومة أو السلطات المحلية للمحافظات والمديريات، ذلك إن أردنا إصلاح حقيقي لهذا البلد المطحون بالفساد والاستبداد، المنتشر في أوساط مواطنيه الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي.. ما لم سيظل مسارنا محلك سر أو للاسوء مما هو حاصل..

ولكي نقيم دولة حقيقية علينا النظر بعمق لهذه الاشكاليات التي تقف حائلاً أمام قيامها.. عندها يمكن أن ننجز الكثير في البناء والتعمير.. الزراعة والصناعة والتجارة..


Create Account



Log In Your Account