الأحد 24 مارس ,2024 الساعة: 03:58 مساءً
قضية رداع أرعبت الحوثيين وأظهرت ارتباكًا واضحًا في صفوفهم، فرد فعلهم السريع في المحاسبة، ومحاولة التنصل عنها من خلال تسويقها على أنها سلوك فردي. وسيتم محاسبة مرتكبيها، والإسراع بتحريك المظاهرات التي حشدوا لها من معسكراتهم وأنصارهم في القرى والمناطق المجاورة. حشية خسران المكاسب التي حققوها خلال حرب غزة، فالغطاء الأخلاقي الذي حاولوا التدثر به لتغطية غورهم الأخلاقي انكشف في رداع، وظهرت الجماعة بصورة عارية من أي ورق توت ساترة ، لا فرق بينها وبين المحتل في إسرائيل الذي يهدم المباني فوق رؤوس ساكنيها".
حجم الإدانة السريعة من قبل المنظمات الحقوقية والدولية لم يكن لصالح الحوثيين. فعناوين الأخبار العالمية التي كانت تتصدر بطولات الحوثيين في البحر الأحمر، وتظهر متحدثيهم الرسميين، وصرخاتهم عند استهداف السفن، ركزت على مشاهد الدمار الذي أحدثة الحوثي بحق المدنيين اليمنين، نساء واطفال، تناولت الحوثي كالقاتل في رداع، وبدى مشهد الدمار في رداع، كجزء من مشهد غزة المظلم، المليء بالألم وااللإنسانية. فاليمنيون بحاجة إلى التضامن والمناصرة كأهالي غزة، فالمجرم هذه المرة في اليمن وليس في فلسطين، المجرم من ادعي مناصرة غزة ضد القاتل في فلسطين، بدي الامر مرتبك للبعض، لكن هذه هي الحقيقة التي يعرفها اليمنيون وحدهم منذ عشر سنوات، قضية في رداع نبش السوشيال ميديا، جرائهم بحق اليمنيين مند عشر سنوات، اظهر أكثر من ٧٠٠ منزل، فجروها الحوثيون بالديناميت تحت صراخ شعارهم، الموت الامريكا الموت لاسرائيل ، وتوثثق اعضاءها بكيمرات تلفونات اعضاءها كنوع من الفخر والانجاز، اهتزت صورة بطل لورق ، انكشف سوءاته، بدى مقززا كحقيقة التي حاول يخفيها ، لم يجد من ساتر، فأسرع الي المتحولين ، يستنجد بهم ، يمنيين و غير يمنيين ، ليسقطوهم في وحل النفاق و التدليس، كثير منهم كانوا من متصدري النضال ضد الاستبداد، ليتحولوا في لحظة يأس وعجز إلى حجاب في قاعة المستبد الجديد، والعنوان فلسطين وغزة، نفس العنوان الذي رفعه المستبدون السابقون، لم يحدث انقسام في الشارع اليمني حول زاوية التناول في موضوع غزة، كما احدثته جماعة الحوثي، فهي جماعة مارقة على القيم الأخلاقية الوطنية، ومستهترة بالمعاني الإنسانية، لتجعل اليمن مثخنًا بجراح نازفة لم تتوقف، مارست ضدهم كل ما يمارسه المحتل الصهيوني في عزته، بما في ذلك النساء والأطفال".
في حين وقف العالم، مندهشًا من جرائم الحوثي، بدت الحكومة المعترف بها شرعيًّا، ضعيفة هشة على عادتها. رئيس مجلس القيادة وأعضاء المجلس مشغولون بالصور الرمضانية وقرارات التعويض الخيرية ، رئيس مجلس الوزراء في اول رئاسته الجديدة لمجلس الوزراء ، مهتمًا بالنزول الي الشوارع ، وزيارة الناس و، واخذ الصور معهم ومشاركتهم موائد رمضان. هذا العجز كان مخيفًا ومحبطًا، ففي حين يناضل المعارضون للحوثي، المؤمنون بالجمهورية والديمقراطية، ويتواجدون في كل المنصات، لكشف ما يجري في اليمن من انتهاكات مرتبطة بتفجير المنازل، غابت الدولة. فبمقدار ما أربكت الجريمة مليشيا الحوثي، كشفت حجم العجز الذي تعاني منه الرئاسة ومجلس الوزراء، فمثل هذه الأحداث اختبار لمدى استعداد أي حكومة، ورد فعلها لمثل هذه الحوادث ، يقدم صورة عن قوة المؤسسات وجاهزيتها، في جريمة رداع الحكومة بأقصى قوتها تصدر بيان كمنظمة حقوق إنسان، او وتوعد بصرف تعويضات ، ورواتب كجمعية خيرية ، هذا التسابق الذي لا يرقي مستوي منظمة حقوقية تقوم بالنزول والتوثيق ، او جمعية خيرية تعرف احتياجات الناس مسبقا، يشعر اغلب اليمنين أن القرار الحكومية لم تعد تمثل ارادتهم ، ولا ترتقي إلى مستوي احلامهم ، اصبحت قرارات منعزلة عن الواقع ، احيانا غير وطنية محلية ، فالرئاسة والحكومة ، لم تعد سوي ضيف محلي ، لكن نسوا هؤلاء أن القيم يمنية لا تؤطر ، والنخوة يمنية لا تستجلب من الخارج ، فهي صناعة محلية نفتخر بها، ويقدرها العالم. إذا كان الانتماء السياسي على حساب القيم والإنسان يبدأ يضعف، فمن الطبيعي أن يفقد أي حكم سلطته أو يصبح محكومًا.
حتى التناول الإعلامي للقنوات والمواقع التابعة للحكومة المعترف بها دولياً، تشعرك بالتوهان، ليس لديها استراتيجية منسجمة مع الهدف، أصبح مبتذلًا احيانا، احيانا تجد لهم العذر، لغياب الحضور السياسي الرسمي، لم يعد يدرك السياسي باليمن ، ماذا يدور حولة، والي ذاهبون غذاً، ولا يختلف الأمر عن النشاط الحقوقي، يبرز كنوع من اداء الواجب، حسب التوجيه وشروط التمويل، خطاب يفتقر للعالمية والرصانة، والتسلح بالأرقام والحقائق. نحن في معركة يومية تأكل جزءًا من أحلامنا، بدولة مدنية ديمقراطية، تسودها الحرية، ومرجعيتها القانون التي يجتمع حولها اليمنيون. هذه هي الدولة التي حلم بها الشباب. إذا كانت الغربة قد أحدثت تثاقلاً في اداء الواجب، بسبب رغبة العيش وتوفر الرفاهية، فإن هناك شبابًا لا يزال يحلمون بالدولة، من المكحل إلى الزيلعي وغيرهم، يرابطون في الجبهات دون أن تتوفر لهم وجبة إفطار محترمة."
وبحجم الغياب الحكومي كان الغياب الحزبي والمدني. اكتفى الأطراف السياسية بإصدار بيان مشترك. غياب صوتكم ،تلاشي الضغط الذي من المفترض تمارسونه على الحكومة والتحالف ، لم يعد لكم اليوم من دورٌ اليوم سوى استعادة الوطن، قضايا السياسة الناعمة اجلت الي ما بعد استعادة الوطن ، مالم فحلو أنفسكم، وارموا بالندامة التأسيس واللوائح الداخلية في سلة المهملات ، لا نريد مجتمعًا مدنيًا أو أحزابًا سياسية كضرورة للخارج. الفعل السياسي الذي سيؤدي إلى حلّ قضايا قد لا يكون عادلاً، لكن قبل ذلك نريدكم هنا، مع المجتمع وقضاياه.
مالم يشعر المجتمع بوجودكم، وصدق وظيفتكم، المتمثلة، باستعادة الدولة، ومناصرة المقهورين، ستخسرون، وسيخسر الوطن. كل يوم تتعمق خرافة " ال البيت" في هذه الأرض سنحتاج الي سنوات من العمل لإزالة آثارها ، وكل ذلك علي حساب البناء والتنمية ، إذا كنا مازلنا نعاني بعد خمسين سنة من بقايا أمراض اسرة بيت حميد الدين، فما بالكم بجيل كامل "عشر سنوات" تربي تحت عنايته ومنهجه ، الخرافة الجديدة ، يارب متى سترزقنا بقيادة تشعر أنها يمنية.