الخميس 18 سبتمبر ,2025 الساعة: 12:33 مساءً
متابعة خاصة
اتهم أهالي ضباط وقادة عسكريين في محور البقع وألوية التوحيد بمحافظة صعدة، قائد المحور اللواء رداد الهاشمي، بالوقوف وراء اعتقال أبنائهم في 23 أغسطس الماضي، بعد تلفيق ما وصفوه بـ"تهم كيدية" بحقهم.
وقال الأهالي في بيان لهم، وصل الحرف 28، نسخة منه، إن أبناءهم "معتقلون خارج إطار القانون، وتعرضوا لعملية استهداف ممنهجة تهدف إلى تغييبهم وإضعاف وحداتهم العسكرية التي لعبت دورًا حيويًا في حماية جبهات صعدة والحدود".
وأضاف البيان أن الاعتقالات "تمثل تنفيذًا لمخطط انتقامي قاده اللواء رداد الهاشمي ضد الضباط الذين رفضوه عند توليه القيادة، نتيجة فشله وإهماله الذي تسبب سابقًا بكارثة وادي جبارة بكتاف".
وأشار الأهالي إلى أن الضباط التزموا بتسليم قيادة المحور للهاشمي بموجب اتفاق رعاه قائد قوة نجران، إلا أن الأخير عمد إلى "تلفيق تهم كيدية لإقصاء العناصر الوطنية المستقلة، وتعيين موالين له وأقاربه"، لافتين إلى أن ذلك ظهر جليًا في التعيينات الأخيرة التي شملت تعيين شقيقه محمد الهاشمي نائبًا له.
وأكد البيان أن الهاشمي "مسؤول مباشر عن سلامة المعتقلين داخل السجون"، محذرين من أن استمرار احتجازهم يمثل "انتهاكًا صارخًا للقانون وخيانة وطنية تستهدف وحدات عسكرية قدّمت دماءها دفاعًا عن اليمن والمملكة العربية السعودية".
وطالب الأهالي بالكشف الفوري عن مصير أبنائهم وإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، مهددين باللجوء إلى الوسائل القانونية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الاعتقالات. كما اعتبروا أن "صمت القيادة الشرعية حيال هذه الانتهاكات تواطؤ خطير".
وناشدوا وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محسن الداعري، ورئيس هيئة الأركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز، بالتدخل العاجل للإفراج عن المعتقلين. كما دعوا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان إلى التدخل السريع وإنهاء معاناة أبنائهم، وفاءً لتضحياتهم في حماية حدود المملكة.
وأوضح البيان أن الضباط والقادة المعتقلين هم: العميد محمد عبدالله البكير (أركان حرب محور البقع)، العميد بازل الفقيه (عمليات المحور)، العقيد أحمد ضيف الله الوادعي (ركن استخبارات المحور)، العقيد صدام الهرس الوادعي (قائد لواء التوحيد)، العقيد جلال رفيق الحالمي (قائد اللواء 126 اقتحام)، العقيد قايد صالح اللوم (قائد لواء التحرير)، العقيد عبدالعزيز الغرباني (قائد شرطة المحور)، العقيد مصلح بن هادي الوائلي (ضابط أمن المنفذ)، المقدم طارق الدحير (أركان لواء التوحيد)، المقدم فراج عردوم (ضابط الحزام)، المقدم مراد الخياري (ضابط في الشرطة)، العقيد محمد صوال (ضابط ارتباط)، المساعد عبدالحكيم اللوم، والمقدم معاذ الفقيه (قائد كتيبة المهام في لواء التحرير).
وقبل أيام، شهدت قيادة محور البقع بمحافظة صعدة، مراسم تسليم واستلام رسمية لقيادة المحور العسكري، بحضور قيادات يمنية وسعودية، وبتنسيق مباشر مع قيادة التحالف. وقد تم خلالها تكليف رداد الهاشمي قائداً للمحور خلفًا للواء الركن عبدالرحمن اللوم.
هذا القرار فجّر موجة غضب وسخط بين أوساط الجنود والضباط وحتى المواطنين، الذين لم ينسوا بعد الكارثة التي مُني بها الجيش اليمني في وادي آل أبو جبارة قبل سنوات، حين كان الهاشمي قائداً لمحور كتاف وقائدًا للواء الفتح.
ويعد رداد الهاشمي شخصية مثيرة للجدل تنتمي إلى التيار السلفي، لا يمتلك مؤهلاً أو خبرة عسكرية نظامية، قبل أن يقفز إلى واجهة المشهد العسكري قائداً للواء الفتح في محور كتاف بدعم مباشر من التحالف العربي.
وفي أواخر أغسطس 2019، شهد وادي آل أبو جبارة واحدة من أسوأ الانتكاسات العسكرية للجيش اليمني، عندما سلم سلم لميليشيا الحوثي ألوية عسكرية، في عملية أسفرت عن سقوط ثلاثة ألوية عسكرية كاملة، ومقتل أكثر من 500 جندي، وأسر أكثر من 2000 آخرين بينهم يمنيون وسعوديون، إضافة إلى الاستيلاء على كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات.