مركز دراسات يوضح طبيعة الضغوط السعودية على الحكومة بشأن التراجع عن الإجراءات الاقتصادية.. تفاصيل
الجمعة 26 يوليو ,2024 الساعة: 04:06 مساءً
متابعات

كشف مركز صنعاء للدراسات، عن طبيعة الضغوط التي مارسها السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر على الحكومة المعترف بها، للتراجع عن قرارات البنك المركزي اليمني، إذعانا لمطالب مليشيا الحوثي الانقلابية.

وقال المركز نقلا عن مصادر مطلعة، في تقرير له إن "السفير ‎السعودي محمد آل جابر، بذل قصارى جهده لإجبار الحكومة اليمنية على التراجع عن تلك الإجراءات".

وأضافت أن جهود آل جابر، لم تفلح "في تغيير موقف محافظ ‎البنك المركزي اليمني بعدن أحمد غالب، الذي ظل صامدا رغم التهديدات والإغراءات ليُظهر آل جابر بعدها -وبوضوح -قبضة ‎الرياض الخانقة على
مجلس القيادة الرئاسي".

وأوضحت المصادر، أن السفير، "استدعى أعضاء المجلس إلى اجتماع وهدّد بقطع التمويل تماما عن الحكومة ما لم يتم التراجع عن إجراءات البنك". بعبارة أخرى، كان هذا يعني إلغاء منح الوقود والودائع النقدية والمساعدات التنموية.

وألمح السفير السعودي إلى أن الحكومة ستواجه مصيرها بمفردها في حال لجأ ‎الحوثيون للانتقام عسكريا، ووفقا للمصادر.

والثلاثاء الماضي، قال مكتب المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، إن الحكومة والحوثيين قدما له اتفاق لخفض التصعيد، بخصوص إجراءات البنك المركزي اليمني، والخطوط الجوية اليمنية، والذي تضمن فتحها إلى وجهات مصر والهند.

كما ذكر التقرير أن "بالنسبة للبنك المركزي اليمني، يمثل إذعان الحكومة للهيمنة السعودية خطوة مدمرة واستسلام مأساوي. عمليا، قُوضت استقلاليته كسلطة نقدية معترف بها دوليا؛ أما محليا، فسوف تتزعزع صورته كمؤسسة مالية ذات مصداقية، وتتضاءل سلطته التنظيمية، الأمر الذي قد يشجع منتفعي الحرب وأمراء السوق السوداء. خارجيا، قد تتسبب الخطوة في تقويض -وبشكل نهائي -الاعتراف الدولي به كبنك مركزي لليمن".

وأوضح أن "فشل مناورة البنك المركزي يبرز وبشكل واضح الكذبة التي شكّلت جوهر التدخل ‎السعودي؛ فلطالما أرادت ‎الرياض أن تقدم نفسها كوسيط في الصراع عوضا عن طرف رئيسي في الحرب، إلا أن حالة القلق الوجودي الذي تعيشه المملكة لا يخدم اليمن. لقد خسرت الرياض حربها في اليمن، ولا يمكن للطرف الخاسر أن يعيد تصدير نفسه كوسيط فعّال أو أن يملي شروط اتفاق السلام".

وتابع التقرير: "يعتقد السعوديون أنهم حققوا إنجازًا بتغيير مسار الأزمة المصرفية وحافظوا على الوضع الذي كان قائمًا من قبل، لكنهم في الواقع قدموا المزيد من التنازلات لسلطة الحوثيين وعملوا على تحصين الجماعة من الضغوط والعزلة المالية"، مشيرا إلى أن الحرب لم تنته، لكن الرياض تمارس الآن اللعب على الحبلين.


Create Account



Log In Your Account