رسالة عاجلة الى فتاح
الإثنين 05 أُغسطس ,2024 الساعة: 02:52 مساءً

تمر الذكرى الخامسة والثمانون لميلادك المجيد،  وبهذه المناسبة اكتب لك رسالة وانت في عالم الخالدين،  اكتب اليك في عصر تغير فيه الكثير،  تغيرت المبادئ والقيم والمثل العليا،  انت ومن شقوا دروب الكفاح والنضال لاجل حرية الجماهير،  لاجل سعادة البسطاء في دولة تحميهم،  لاجل المساواه والعدالة، ناضلتم وكافحتم المستعمر ومن وراءه المستغلين للطبقة الكادحة، ضحيتم بأرواحكم لاجل يمن ديمقراطي حر وموحد..

اتدري يا فتاح..
ما جرى للرفاق.. كثيرٌ منهم قد تغلغل فيهم حبُ المال، تركوا القضية ولم يبقوا سوى على اسمها يقتاتون منه ويسترزقون، اصبح من النادر ان تجد كادراً اشتراكياً نبيلاً يتصف بالنزاهة والقوة والشجاعة..

اتدري يا فتاح.. 
حتى بعضاً ممن استشهد ابآئهم في سبيل القضية،  خانوا عهود الآباء الشهداء، وهم ايضاً يسترزقون من تراث نضال الاباء، كنتم تناضلون وانتم مطاردون ومحاصرون بالموارد، اليوم حتى النقابات متروكة للمستغلين واصحاب الاهواء، فأصبحت النقابات والاتحادات العمالية مشلولة،  ليس لها اثر في حياة المجتمع واستعادة الحقوق المنهوبة من قوى الفساد
اتدري يا فتاح..

الاشتراكي لا يخذل الضعفاء، لا ينهب حقوق الكادحين، لا يسلب عرق الجبين، لكن اليوم يحدث العكس.. اشتراكيون ينهبون يستبيحون يقوننون لانفسهم ما ليس لهم، يحقدون على من يعارضهم..
ماذا احكي لك يا فتاح عن حاضرنا؟  

عن اولئك الذين تحولوا من رجال صناديد يدافعون عن حقوق الكادحين، الذين يمضغون لقمتهم من عرق الجبين،  تحولوا يا فتاح الى كائنات طفيلية تتغذى من اجساد هؤلاء الكادحين، وتشرب عرق جبينهم .. 
حتى ان البعض اصبح كمبرادور رفيق برتبة شيخ،  ممكن يسلب البقر والشجر حق المستضعفين،  تتكرر قصة شيخ الجعاشن ومهجري الصفا وذي الرعاش ولكن بطرق احدث، طرق تعتمد على قوننة ما هو غير قانوني ولا شرعي،  هناك كوادر تحمل اسمك ورسمك لكنها لا تحمل قيمك ونبلك، في الطب تجدهم لكنهم يشفطون جيوب مرضاهم، لا ينظرون للمتعبين بعين الرحمة والمسئولية الاخلاقية،  بل بعين تنظر الى ما في جيوبهم، هناك كوادر في القضاء ولكن لم يعد يشار لهم بالبنان، لانهم فقدوا هيبتهم التي كانت بإلتزامهم بالنظام والقانون وانصاف المستضعفين،  شباب الاشتراكي تائه لا يدري سوى معلومات سطحية عن هذا الفكر وهذه الرؤية وهذا البرنامج،  وهم في امس الحاجة للتأهيل والتدريب وتنمية مواهبهم واظهار ابداعاتهم..

اسمع حكايات فلا اكاد اصدق ان من يقومون بذلك يتقمصون قيمك ومبادئك، المعذرة يا فتاح فتيارك بحاجة الى ثورة تقتلع هؤلاء الذين تغلغلوا فيه، حتى اصبح الناس ينظرون للاشتراكيين من خلالهم.. فتظهر الصورة مشوهةً لدى عامة الشعب، ولله در الرجال من حزبك يا فتاح الذين يفضلون الموت جوعاً على المتاجرة بالقيم والمبادئ والمثل العليا التي ينادي بها كل اشتراكي، تجدهم هنا وهناك لكن صوتهم خافتاً، عندهم فراسة فيميزون بين الظالم والمظلوم،  بين الكادح والمستغل فيقفون مواقف الحق لا يأبهون لمكانة الظالم او لرتبته او نفوذه، وبالامس حضرت فعالية اقامها الحزب الاشتراكي بتعز  لتكريم اطفال عباقرة في مجال الذكاء الصناعي حققوا مراكز متقدمة في مسابقة وطنية واخرى دولية.. لكنها حالة من حالات انعاش نادرة،  لعل حزبك يصحو.. بفعل الاقتراب مرةً اخرى من هموم الجماهير..

انتم في زمن الخوف لم تخافوا لا الانجليز ولا السلاطين.. ولم تستسلموا ولم تسقطوا راية الدفاع عن البوليتاريا تلك الطبقة المطحونة
اما في حاضرنا فالخوف يتغول في نفوس ضعفاء تصدروا مشهد الفعل السياسي في حزب الاشتراكية الوحيد هنا في اليمن..

منظمات الحزب شبه مشلولة، لا فعاليات ولا تفاعل مع قضايا المجتمع، حتى انني سمعت أن إحدى سكرتاريات الحزب الاشتراكي في احدى مديريات تعز 
ارسلت رسالة إلى سكرتارية تعز بأنها على وشك تقديم استقالة جماعية من الحزب لجميع كوادرها بسبب موقفها الداعم لاحد الفاسدين باحد المكاتب التنفيذية والذي ثبت فساده وتم إقالته من المحافظة بقرار من المحافظ الا ان أحزاب اليسار كان لها اليد بالدفاع عنه وارجاعه لمنصبة؟ هذا الموقف جاء بالرغم من الملف المثخن بالفساد...
 
آه يا فتاح ماذا اكتب لك في. ذكرى ميلادك المجيد،  غير احزان تتدافع ومبادئ تتراجع.. ورجال ما عادوا رجال.. حتى وصل الامر بمواقف باهتة من حوادث تستهدف حياة كوادر الحزب كما هو الحاصل مع الرفيق / احمد طه المعبقي والرفيق المعاني عبدالودود الحمادي..

وربما يكون للرسالة جزءٌ آخر،  احكي فيه اكثر عن حزبك يا فتاح.. حزب العامل والفلاح والمآلات التي صار اليها.. ورحم الله علي صالح عباد ( مقبل)  الشجاع الذي لم يهب دولة بكامل عتادها الامني والاستخباراتي والعسكري وجهر بقول لا واعاد للحزب هويته في زمن كانوا ينتظرون موته وتمزقه...


Create Account



Log In Your Account