قوانين الأرض ومعجزات السماء
الخميس 31 أكتوبر ,2024 الساعة: 08:56 مساءً


  عندما كان نوح عليه السلام يصنع سفينته بعيداً عن البحر بعد مايزيد قرابة عشرة قرون من الدعوة والتكذيب بالغ قومه ومنهم أقربائه، امرأته وولده بالسخرية والتندر فبحسب التقدير البشري هو نوع من العبث والجنون،
فكيف يصنع السفينة على اليابسة؟
وكيف تسير على البر؟
كان خيالهم قاصراً أو قل أرضياً خالصاً محدوداً بستائر الطين وأكوام التراب،
  فلم يكن أحد يظن ومنهم امرأة نوح وولده، الذين خاضوا مع الخائضين، 
مسنودين بمنطق الأرض، أن اليابسة ستتحول بفعل الطوفان الى بحر و أمواج تحمل السفينة بمن فيها من المستضعفين ويهلك من يملكون القوة المفرطة 
وان الجنون واللامنطق مع يقين المستضعفين، كان مقدمة لفعل جبار يقلب كل الموازين ويبطل السحر والحساب. 

هناك أمور لاتُرى بالعين المجردة ولاتُحسب بالأرقام، فهي تجري خارج المنطق البشري ونتائجها تذهب بعيداً عن قوانين ومنطق الأرض، وهي نادرة الحدوث وفيها يسلم الملف كلياً الى إرادة وعدالة الله وقوانين السماء عندما تقطع كل السبل والوسائل ويتشبث المؤمنون بأشلائهم وجراحهم كأسلحة لا تسقط ولاتستلم للقوة الباطشة،
   يرمون بها عدوهم بيقين دفاعاً عن الحق بمايشبه المعجزة التي تتحول فيها الأشلاء والدماء الى سلاح، ومعجزة ترمي بها الأعداء و تلقف مايأفكون.

وفي المقابل يكون طغيان الإنسان قد تجاوز كل الحدود و وصل الى مرتبة
( أنا ربكم الأعلى) وفي هذا الوقت، يتكاثر حول طغيان القوة الكهنة و الثعابين مع العبيد والعباد والسحرة، والطبالين ومن ينادي بخساسة ( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)
فيصبح أعلى القرية اسفلها ويغرق الطوفان كل الكوكب.


Create Account



Log In Your Account