الإثنين 15 سبتمبر ,2025 الساعة: 09:06 مساءً

متابعات
قدّم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، اليوم، إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، شدّد خلالها على أن الاستقرار في اليمن لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي المضطرب، مؤكداً أن اليمن يشكّل مرآة لهذه الاضطرابات و"مكبّراً لها في آن واحد".
وحذّر غروندبرغ من تصاعد الأعمال العدائية بين جماعة الحوثي وإسرائيل، واصفاً الأمر بـ"المقلق"، قائلاً: "لقد آن الأوان لوقف هذه الدورة المستمرة من التصعيد." كما نبّه إلى خطورة النظر إلى اليمن حصراً من زاوية المخاوف الإقليمية، لما يحمله ذلك من تهميش لأصوات اليمنيين واحتياجاتهم وتطلعاتهم.
وفي سياق الانتهاكات الأخيرة التي ارتكبتها جماعة الحوثي، وصف المبعوث الأممي اعتقال أكثر من0 موظفاً من موظفي الأمم المتحدة واقتحام مقارها والاستيلاء على ممتلكاتها بأنه "تصعيد صارخ ضد الأمم المتحدة"، معلناً تضامنه الكامل مع الموظفين المحتجزين ومطالباً بالإفراج الفوري عنهم دون قيد أو شرط. كما جدّد دعوته إلى الحوثيين لإعادة أفراد طاقم السفينة "إيترنيتي سي" الناجين.
وأشار غروندبرغ إلى أن آلاف اليمنيين لا يزالون رهن الاعتقال بسبب النزاع، داعياً إلى إحراز تقدم ملموس في ملف الأسرى والمعتقلين على قاعدة "الكل مقابل الكل".
وعلى الصعيد الميداني، حذّر من أن الأنشطة العسكرية الأخيرة في الضالع ومأرب وتعز تُنذر بخطر عودة النزاع الشامل إذا حدثت حسابات خاطئة من أي طرف.
وأكد في الوقت ذاته أن فتح الطرق الرئيسية العام الماضي يبرهن على إمكانية تحقيق تعاون فعلي بين الأطراف، داعياً إلى خفض التوتر والإبقاء على قنوات حوار أمني بنّاء.
اقتصادياً، رحّب المبعوث الأممي بجهود الحكومة اليمنية في تحسين أداء الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى النجاحات التي تحققت في دعم العملة وتخفيف تكاليف المعيشة، كما أشاد بالحوار الجاري مع البنك المركزي في عدن وممثلي القطاع الخاص. وشدّد على أهمية إبعاد المؤسسات الوطنية عن التسييس وتبني رؤية جامعة تسهم في استغلال الإمكانات الاقتصادية لليمن.
وختم غروندبرغ إحاطته بالتأكيد على أن الحوار – رغم صعوبته – يبقى السبيل الوحيد لسد الفجوة بين الأطراف، مشدداً على ضرورة الالتزام بخارطة الطريق المتفق عليها، على أن تكون مبنية على ملكية يمنية وتستجيب للتحديات الداخلية والاعتبارات الأمنية الإقليمية الأوسع.