الجمعة 29 نوفمبر ,2024 الساعة: 05:39 مساءً
البعض اجتهد ليصدّر للناس نبوءته بأن الجماعة سترشد سلوكها مع الوقت وتتحول من العنف إلى اللين والتعايش.
والبعض جاهد ليقول إنه لا حل عسكري مع الجماعة وأنه لا سبيل إلا للتفاوض والتنازل. تفتّقت قريحتهم في حبك ألف حكاية وحكاية تقود إلى استسلام اليمنيين وخضوعهم لهذه الجماعة باسم المعاناة الإنسانية والسلام ووقف الحرب وكفاية وور..
والبعض امتطى صهوة بغل الكذب وروج محاسن إدارتها وسماحتها.
تفننوا في سرد حكاية الأمن والأمان والفاعلية القضائية.
حتى الدول التي كان لليمنيين أمل في أن يحصلوا على منفى فيها بدأت بتغيير تقييمها للوضع في اليمن واعتبار البلاد آمنة.
حين توحشت الجماعة واعتقلت وحبست عشرات الموظفين العاملين في المنظمات لم يفقِ البعض من صدمته وخيبة أمله وذهب يخاطبها ويتودد ويناديها بجماعة المحارب اليمني الأقوى.
لكن الوقت يثبت أنها جماعة تثخن وتتوحش. وتوقُف الجبهات جعلها تستأسد على المواطنين وتضيق ذرعا بأي صوت مختلف.
أغلقت أبواب السياسة، وسدت أمل التعايش وشطرت اليمن إلى يمنيين ماليًا واقتصاديًا وسياسيًا وهوياتيًا. لم تتحسن الأوضاع الإنسانية ولم يأت السلام المنشود.
لم تفضِ أي مشاورات إلى حل ولا مجال للدبلوماسية. بل أن الجماعة تغرق في تأليه نفسها على حساب بلد طيب وأرض جميلة وشعب عريق.
لم تتحمل الجماعة الحوثية ولن تتحمل صوتا مغايرًا كصوت الشجاع محمد دبوان المياحي وزجت به في سجونها دون علم عنه إلا طيف خبر.
فأين محمد؟
لا منظمات ينتمي إليها تطالب به.
ولا كتلة صحفية ولا سياسية تلاحق بعده.
نقلا من صفحة الكاتب على منصة إكس