البرجوازيون الجُدد
الأربعاء 04 ديسمبر ,2024 الساعة: 03:44 مساءً

فئة من الصاعدين سلم المال ورجال الأعمال، لم يجهدوا أنفسهم في الارتقاء المالي والاقتصادي،  وانما بنوا طبقتهم الجديدة من جهد وتعب غيرهم،  وكما يقال استلموها جاهزة، ومع أن الطبقة البرجوازية طبقة مستغلة بكسر الغين،  إلا أن هؤلاء أشد استغلالاً ممن سبقهم، ذلك أنه ليس لديهم من إمكانيات ذهنية وجسدية، اكتسبوا منها المال بالحلال، وإنما قامت ثروتهم المحدودة على سلب ونهب حقوق وأملاك الآخرين من حولهم..

من هنا دخلوا هذه الطبقة واستطاعوا تبديل أحوالهم باللف والدوران، منهم من استغل وجوده داخل المقاومة الشعبية، فعمل على نهب وسلب البيوت والمنازل التي تقع في إطار المنطقة التي عمل فيها،  ومنهم من سخر البندقية في سلب وسرقة الأملاك العامة والخاصة، ومنهم من ضاق به الحال فسلب حقوق الورثة في أرضهم وحالهم ومالهم ومواشيهم..

تجردوا من القيم الدينية والأخلاقية التي يمكن أن تمنعهم من السير في هذا الطريق الملغوم، المليء بأنات الضحايا من الضعفاء والذين ليس لديهم قوةً ولا حيلة في استرداد وأخذ حقوقهم.

والمصيبة أن أمثال هؤلاء يتعيشون من خلال رفع شعارات الحقوق والنضال والطبقة الكادحة واعطاء الطبقة المهمشة حقوقها، في الكلام هم عسل تسمع لهم فيعجبك كلامهم، ولكن عندما تتمعن واقع حياتهم تنصدم وتصيبك الدهشة والحيرة، تجدهم أكثر الناس لهثاً وراء المال، وبطرق غاية في المكر وفي قمة البشاعة، يبدؤون بمن حولهم من الأقارب والجيران.

وهكذا تتسع الدائرة لضحاياهم، فتراهم أول من يحرق شعارات الحقوق والعدالة والمساواه، أما المناضلون الحقيقيون فتراهم كما هم يضحون بحياتهم من أجل القيم التي يؤمنون بها، لا احقاد تظل في نفوسهم ولا نزعات انتقامية. ولا احتيال ولا مكر.. لأن في نفوسهم حب الخير لمن حولهم وللمجتمع بأكمله.. 

البرجوازيون الجدد بشر آنانيون.. مصالحهم فقط وشغفهم بالمال وبالسلطة يجعلهم يدوسون كل القيم الإنسانية والحقوقية التي يرفعونها وقت الحاجة.


Create Account



Log In Your Account