عندما يتمرد اللئيم

الخميس 02 يناير ,2025 الساعة: 09:51 صباحاً

تعصف بنا الحياة وتتقلب أحوالنا، فبعد أن كنا أعزة بوحدتنا، أصبحنا اذلة بشتاتنا وتفرقنا، وبعد أن كنا نعطي أصبحنا نأخذ، وبعد أن اكرمنا بعضنا، أصبحنا لئام تنكر بعضنا لبعض، هي الحياة لا تقف عند حد في إظهار اخلاق بعضنا لبعض عند النوائب والنوازل، في السراء والضراء وحين البأس، الحياة التي تظهر معادن الرجال، هل هم اسوياء النفس والطوية؟ أم انهم ممن يستغلون ضعف الإنسان فيظهرون نفسياتهم السيئة والدنيئة، فينقضون عليه انقضاضهم على الفريسة! في حياتك الرغيدة يتمسكون بك كأنك جزء من لحمهم ودمهم، كأن حياتهم لا تكون ألا بك..

بكل الطرق يحوطونك بحبهم الظاهر، ويتكلمون عنك بالخير وانك الأفضل، وعندما تتغير الأحوال وتذهب حياة الرغد، تتغير المعاملة وتتغير النفوس، وتتغير عندهم الأولويات، فتصبح منبوذ منهم، ولا يهتمون بك بعد أن تنعموا بخيراتك، إنها نماذج الحياة تجدها في محيطك الاجتماعي بل وفي أقرب المقربين إليك أحيانا، وكما يقول الشاعر:

إذا انت اكرمت الكريم ملكتة

وان اكرمت اللئيم تمردا ..

قد يكونون جمعاً وقد يكونون فرادا، وقصص اللئام كثيرة، عاشوا معنا وتمرغوا بنعيم حياتنا، كانت ايامنا تعب وكفاح.. عرق الجبين يعلوا بنا ونسقيهم منه ظناً أن المعروف لا ينسى، وايماناً بأن الله لا يتركنا وقد صنعنا المعروف وان كان في غير اهله، احياناً عطفاً واحياناً صلة رحم.. اللئيم المتمرد يكون حاضراً ومادحاً في مائدتك العامرة .. وعندما تفقر يحوط مائدته التي ربما مدها من خير لك سبق مانعاً عليك لقمة تسد بها جوعك .. هذه من صفات اللئام .. قد يكون صديقاً وقد ..

ولكن يظل الاصيل اصيلاً مهما تغيرت الظروف شعاره

( نحن لا نتغير في اخلاقنا وقيمنا وان تغيروا .. نحن نبقي اصالتنا في وجه اللئيم او اللئام ).. ونسأل الله ان نكون من هؤلاء الاصلاء حتى الممات..