من سجن المجانين لسجن الكلية.. مختطف تعرض لأبشع أنواع التعذيب في سجون الحوثي
الأربعاء 15 يناير ,2025 الساعة: 07:08 مساءً
منظمة سام - الحرف 28

الاسم: شوقي الخليدي
جهة الاعتقال: جماعة الحوثي
تاريخ الاعتقال: 22 أغسطس 2016
اكتملت العطلة الصيفية، وبدأت المؤسسات التعليمية بالتجهيز لبدء الموسم، فأخذ شوقي الخليدي أغراضه منطلقاً من قريته في تعز باتجاه العاصمة صنعاء لاستئناف دراسته الجامعية في إحدى الكليات. استوقف المسلحون السيارة التي تقل شوقي في منطقة البرح غرب تعز، وحالوا بينه وبين الجامعة في صنعاء، ليجد نفسه في محافظة غير المحافظة التي تحوي الجامعة، وفي كلية غير الكلية التي يدرس فيها. في نهاية المطاف اقتادوا شوقي إلى الكلية، ولكن كلية المجتمع في محافظة ذمار التي حولوها إلى سجن.

في البداية، عندما أخذوه من نقطة البرح غرب تعز، عصبوا على عينيه ووضعوا على يديه القيود، ثم نقلوه عند منتصف الليل إلى سجن محكمة مقبنة للتحقيق معه. كانوا يطلقون الرصاص إلى جواره، شعر بالخوف، كان الموت أمامه. في تلك اللحظات سمع الحوثيون صوت طيران التحالف العربي، فظنوا أنه سيقصفهم، توقفوا عن التحقيق مع الخليدي، أغلقوا عليه غرفة السجن في المحكمة وغادروا. لا ضير إن قصف الطيران المحكمة وبداخلها المعتقلون من الطرقات، الخليدي وآخرون، سيفتح لهم ذلك الباب للمتاجرة بالمأساة الإنسانية.

في اليوم التالي اقتادوا الخليدي إلى سجن مدينة الصالح، استقبله القائمون على المعتقل باللطم والركل واللكم، احمر جسمه من الضرب، وبعد ذلك جاء درهم أبو مجاهد، وهو قيادي مع الحوثيين، التقط عددًا من الصور للطالب الجامعي، وأبلغه: «هذه الصور سنُذِل بها أسرتك» وبدأ بتعذيب الخليدي، أمسك درهم بشعر رأس الخليدي ليدقه على الجدار على صفيحة حديد، ثم أعاده إلى السجن ليستدعوه مرة أخرى للتحقيق بعد منتصف الليل.

استمر التحقيق مع شوقي الخليدي حتى الفجر، علقوه من قدميه إلى الأعلى ورأسه متدلية إلى الأسفل، ضربوه بأعقاب البنادق على ظهره، كان يوجد على جدار الغرفة آثار دم: «إما أن تعترف أو سنقتلك مثلما قتلنا أصحابك»، كان منظر تلك الدماء وتهديدهم لشوقي تعذيبًا نفسياً يفوق في قسوته التعذيب الجسدي الذي أفقده الوعي.

أفاق الخليدي بعد طلوع الشمس وسط بناية مخصصة للمعتقلين المجانين، كان كل من بجواره مختلين عقلياً وبغير ملابس، حاول أن يستوعب الأمر ولم يستطع، كان ذلك المشهد مرعباً ولا إنسانياً: بلوغ قسوة الحوثيين إلى حد اعتقال المجانين.

تالياً، نقلوا الخليدي إلى بناية أخرى معروفة باسم «السجن العام»، نقلوه صالة واسعة فيها سجناء من مختلف الفئات، ومنها يعمل القائمون على المعتقل بتوزيع المعتقلين على بنايات كل حسب فئته، اقتادوا الخليدي إلى بناية يطلقون عليها اسم "سجن الدواعش"، ارتعب شوقي من هذا المسمى وهذا النقل، وحين زجوا به في هذا السجن، وجد أن أغلب المعتقلين حملة شهادات جامعية بين الطب والتربية والهندسة.

هذه باحة جامعة، يختلط فيها الطلاب. الخليدي يريد الوصول إلى صنعاء ليدخل الكلية  حيث تخصصه. بالفعل نقله الحوثيون إلى الكلية ولكن في ذمار، وزجوا به في سجن كلية المجتمع.
أفرج عنه الحوثيون، بصفقة تبادل.

نقلا عن موقع منظمة سام


Create Account



Log In Your Account