السبت 18 يناير ,2025 الساعة: 11:18 صباحاً
كشف تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" عن قرب اكتمال مدرج طيران قيد الإنشاء على جزيرة عبدالكوري، الواقعة في المحيط الهندي بالقرب من مدخل خليج عدن.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي حصلت عليها الوكالة أن المدرج، الذي يُعتقد أنه بطول 2.4 كيلومتر وعرض 45 مترًا، قد يكون مخصصًا للاستخدامات العسكرية، مما يثير تساؤلات حول أهدافه ودلالاته الإقليمية.
وبحسب الوكالة، فإن المدرج قد يوفر قاعدة لعمليات عسكرية تهدف إلى تأمين الممرات البحرية الحيوية في المنطقة، خاصة مع تصاعد هجمات الحوثيين المدعومين من إيران على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن، وهو ما أدى إلى تقليص حركة الشحن في تلك الممرات الاستراتيجية.
وتشير الأدلة إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد تكون وراء إنشاء المدرج، ضمن مساعيها لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة. وسبق للإمارات أن نفذت مشروعات مشابهة في اليمن، حيث بنت قواعد جوية وموانئ على جزر استراتيجية. ولفت التحقيق إلى أن جزيرة عبدالكوري تقع في نطاق الصواريخ والطائرات الحوثية، إلا أن بعدها عن البر اليمني يجعل من الصعب على الحوثيين السيطرة عليها.
وأضاف تحقيق "أسوشيتد برس" أن وجود الإمارات على الجزيرة أثار جدلًا واسعًا، حيث وصفت وكالة الأنباء الحوثية "سبأ" المشروع بأنه "انتهاك خطير للسيادة اليمنية". في المقابل، بررت الإمارات وجودها بأنه يأتي في إطار تقديم مساعدات إنسانية بالتعاون مع الحكومة اليمنية.
يُذكر أن الجزيرة تقع على أحد الطرق المستخدمة في تهريب الأسلحة إلى الحوثيين، حيث أشار تقرير لمجلس الأمن الدولي إلى عملية ضبط أسلحة بالقرب منها في يناير 2024. وأكد التحقيق أن استمرار هذه الأنشطة يمثل تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي، مع تحذيرات من أن تجدد الصراع في اليمن قد يكون وشيكًا.
تأتي هذه التطورات وسط حالة من التوتر الشديد في المنطقة، في ظل تصاعد الهجمات المتبادلة، مما يزيد من المخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي وأمن الممرات البحرية الحيوية.