الأربعاء 19 فبراير ,2025 الساعة: 06:29 مساءً

الحرف28- تونس : مجيب الرحمن الوصابي تصوير : عوض سلام وايمان مرزيقي
اختتمت مؤخراً فعاليات مهرجان النقد العربي للثقافة والإبداع في دورته الثانية بمدينة سوسة التونسية، والتي انعقدت أيام 14 و 15 و 16 فبراير 2025 تحت عنوان "التسامح في كتابات المرأة والكتابات الموجهة للأطفال" وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية والمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسوسة، بمشاركة وفود من فلسطين والجزائر والعراق وسلطنة عمان واليمن.
بدأت فعاليات المهرجان في دار الثقافة أكودة سوسة، بمشاركة سفارة فلسطين ممثلة بالسيدة رقية العلي، وكذلك ممثلة المندوبية الجهوية للتعليم السيدة ابتسام قارة.
وقد تميزت الفعاليات بتنوع الفقرات بين الفنون الإبداعية، حيث شملت فنوناً تشكيلية، وعروضاً مسرحية وفرجوية، بالإضافة إلى عروض موسيقية وأزياء تونسية.
وكان للمحاضرات العلمية النصيب الأكبر، حيث ركز المهرجان على النقد الأدبي بموضوعه الرئيسي "التسامح في كتابات المرأة والكتابات الموجهة للأطفال".
وقد تخلل المهرجان أيضًا مشاركة نخبة من الشعراء الذين أضافوا بعداً أدبياً مميزاً للفعاليات. وفي تصريحها، أشارت مديرة المهرجان السيدة ابتسام الخميري إلى أهمية البرنامج المتنوع والمحتوى الثري، متمنيةً الاستمرار في تنظيم مثل هذه الفعاليات لتوسيع نطاق التأثير الإبداعي. كما عبرت عن شكرها للمنظمات الإعلامية التي واكبت الحدث، خصوصاً الإعلام التونسي والجزائري.
وفي إطار التوصيات التي تم الاتفاق عليها في ختام المهرجان، تم التأكيد على ضرورة تعزيز قيم التسامح من خلال الأدب الموجه للأطفال. ودُعي إلى تكثيف إنتاج الأعمال الأدبية التي تركز على تعزيز قيم التسامح، الاحترام، والتعايش، بهدف التأثير الإيجابي في بناء شخصية الطفل.
كما تطرق المشاركون إلى أهمية إدراج الأدب الرمزي في المناهج الدراسية، حيث أوصوا بتضمين قصص رمزية مثل "عيشة محمد صالح"، والتي تعزز الوعي الاجتماعي والأخلاقي للأطفال.
كما تناولت التوصيات ضرورة تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية للمعلمين، لتعليمهم كيفية استخدام الأدب كأداة فعالة في غرس قيم التسامح والتعايش بين الطلاب. بالإضافة إلى دعم الكتاب المحليين المتخصصين في أدب الطفل، لا سيما الذين يركزون على القيم الإنسانية، عبر الجوائز الأدبية والنشر على نطاق أوسع.
وفي نفس السياق، تم التأكيد على أهمية تشجيع الأطفال على الكتابة والتعبير عن أنفسهم من خلال مسابقات أدبية مدرسية وأنشطة تشجعهم على الإبداع الأدبي.
كما تم التوصية بإطلاق برامج تفاعلية لتعزيز القراءة بين الأطفال، مثل أندية القراءة والفعاليات الجماعية التي تروج للأدب الذي يتناول قيم التسامح. وأخيرًا، تم التأكيد على ضرورة إجراء دراسات بحثية مستمرة لفهم تأثير الأدب على قيم الأطفال وتطوير استراتيجيات تربوية لدعم هذا المجال.