الثلاثاء 25 مارس ,2025 الساعة: 02:13 صباحاً
في المشهد السياسي اليمني المعاصر، يظهر تعصب حزبي عميق ومتجذر، ما يجعل الولاءات السياسية تتجاوز المواقف الوطنية أو التوجهات العسكرية.
يبرز هذا في حالة تفضيل بعض الناصريين لوزير الخارجية الحوثي، جمال عامر، او حميد عاصم أو عبد الله العليبي لمجرد أنهما ينتميان إلى الفكر الناصري، على الرغم من كونه جزءا من النظام الذي يهدد الوحدة الوطنية ويدعم الميليشيات الحوثية المسلحة الانقلابية.
هذا التفضيل الحزبي يغطي على الجريمة السياسية التي يرتكبها الحوثيون في اليمن، إذ يفضل بعض الناصريين الوقوف مع أحد أفراد طائفة سياسية بعينها، بغض النظر عن المواقف التي يتخذها، ما يثير تساؤلات عميقة حول الانحيازات التي تتجاوز قضايا الوطن.
وفي السياق ذاته، تظهر مجموعة من الاشتراكيين الذين يرون في بعض الشخصيات السياسية من داخل حزبهم مثل سلطان السامعي وعبدالجبار الحاج ومحمد المقالح وفضل الجعدي رمزا للنضال الوطني الوحدوي، معتبرين أنهم أكثر نضالا من أي شخص آخر لمجرد انتمائه للحزب.
هذا التوجه يعكس تحولا في المفاهيم النضالية، فيما أصبح الانتماء الحزبي هو المعيار الأوحد الذي يتم بموجبه تقييم الشخصيات الوطنية، متجاهلين في بعض الأحيان الأبعاد الإنسانية والمبدئية للقضايا الوطنية.
طبعا ما نراه اليوم هو مهزلة سياسية تتحكم فيها الانتماءات الحزبية الضيقة، إذ يمكن لشخصيات سياسية مثل جمال عامر أو سلطان السامعي أن تصبح محط أنظار وتأثير، لمجرد أن لديهم جذورا حزبية، ما يضعف من قيمة النضال الوطني المستقل.
هذه الظاهرة تهدد الوحدة الوطنية وتخلق فوضى في التوجهات السياسية في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى اصطفاف وطني حقيقي ضد كل الأعداء الذين يهددون بلادنا.
لنخلص إلى أنه يجب أن نعترف أن هذا الوضع يمثل أزمة فكرية وفكرية عميقة، تتطلب منا أن نتجاوز التعصب الحزبي ونتبنى النهج الوطني الجمهوري الشامل، الذي يضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار.