الأحد 16 مارس ,2025 الساعة: 11:05 مساءً

الحرف28- تونس – مجيب الرحمن الوصابي
يواصل مخبر المباحث الدلالية واللسانيات الحاسوبية في جامعة منوبة بتونس ريادته في الساحة الأكاديمية، حيث أثبت تفرُّده وزخمه المتصاعد من خلال مشاريعه العلمية الطموحة التي أحدثت نقلة نوعية في الدراسات اللسانية على الصعيدين العربي والدولي. ومن بين هذه المشاريع البارزة، يبرز مشروع "الأطلس اللساني التونسي".
يهدف مشروع "الأطلس اللساني التونسي" إلى بناء مدونة لهجية رقمية تغطي كامل التراب التونسي، مما يساهم في الحفاظ على التراث اللغوي التونسي ويساهم في دراسة التنوع اللساني على امتداد البلاد، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الروابط بين اللغة والجغرافيا والتاريخ والثقافة.
في هذا الإطار، نظم مخبر المباحث الدلالية واللسانيات الحاسوبية يوم السبت 15 مارس 2025 الندوة الوطنية الأولى لمشروع الأطلس اللساني التونسي، بالتعاون مع مخبر الجيوماتيك والأنظمة الطبيعية ومخبر الإعلامية والأنظمة الصناعية. شهدت الندوة حضور عدد كبير من الأكاديميين والمختصين في مجال الدراسات اللسانية من تونس وخارجها.
وقد افتتحت الندوة بكلمة من الاستاذ الدكتور عبد السلام عيساوي، مدير المخبر، الذي أكد على أهمية المشروع اللغوية والوطنيّة، مشيرًا إلى مكانته العلمية ضمن البحث اللساني العالمي.
كما استعرض وسام العريبي، المدير التنفيذي للمشروع، المنصة الرقمية التي تم إطلاقها حديثًا، موضحًا الخرائط اللسانية التي تم إنجازها ضمن المشروع.
بعد الجلسة الافتتاحية، انعقدت الجلسة العلمية الأولى برئاسة توفيق المالكي، حيث قدم خلالها مجموعة من الباحثين مداخلات تناولت مختلف الجوانب المرتبطة باللهجة التونسية.
وقدّم المنصف عاشور مداخلته التي حملت عنوان "من قضايا اللهجة التونسية والنظام اللغوي"، متناولًا التحليل البنيوي للهجة التونسية وتأثيرها على النظام اللغوي العام.
كما قدم الشاذلي الهيشري ورقة بحثية بعنوان "الضمير في الفصحى والعامية التونسية"، حيث تناول الفروقات النحوية بين اللهجتين. أما نادية بوشهيوة فقد تناولت في مداخلتها "الخصائص العروضية للعربية التونسية: النبر واللكنة والتنغيم"، مشيرة إلى الخصائص الصوتية المميزة للهجة التونسية.
بعد استراحة قصيرة، انعقدت الجلسة العلمية الثانية التي ترأستها نادية بوشهيوة، وركزت على "قضايا معالجة اللهجة التونسية". في هذه الجلسة، قدم علي محسن فريهيدة مداخلة بعنوان "الدراسات اللهجية بين التظلمات والتهديدات والأخلاق".
كما قدم لطفي صياحي من الولايات المتحدة محاضرة حول "التعبير بضمير الفاعل الصريح في اللغة العربية التونسية". من جانبه، تناول فتحي بوقارص من فرنسا في مداخلته "تحديات المعالجة الآلية في اللهجة التونسية".
وفي ختام الندوة، تم تكريم الأساتذة المشاركين في الحدث بمنحهم دروعًا تذكارية تقديرًا لمساهماتهم القيمة في إثراء أعمال الندوة وتفاعلهم الإيجابي مع الأبحاث المقدمة.
