الأربعاء 19 مارس ,2025 الساعة: 03:46 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة
كشف تحقيق أجرته منصة "ديفانس لاين" عن توسع كبير لجماعة الحوثي في بناء منشآت عسكرية تحت الأرض بمحافظة صعدة، مستوحية نموذجها من التحصينات الإيرانية في أصفهان.
وحسب التحقيق، تهدف هذه البنية التحتية العسكرية المتطورة إلى تخزين الأسلحة والصواريخ وإدارة العمليات العسكرية بعيدًا عن الاستهداف الجوي، وسط تصاعد التهديدات العسكرية ضد الجماعة.
واشار التحقيق الى ان المليشيا عملت منذ سنوات، على بناء شبكة واسعة من المغارات والقواعد المدفونة تحت الجبال في صعدة، مستفيدة من وعورة التضاريس لحماية قادتها ومخزونها العسكري.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية ودخول الحوثيين على خط المواجهة في البحر الأحمر، ازدادت وتيرة بناء التحصينات خلال عام 2024، في محاولة لمواجهة الهجمات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية.
ووفقا للتحقيق، أظهرت صور الأقمار الصناعية تحصينات عسكرية مدفونة على أعماق كبيرة، تحميها طبقات ترابية وخرسانية، شبيهة بالقواعد الإيرانية مثل "قشم والخجير". وتشمل هذه التحصينات مستودعات للصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة ومراكز قيادة متطورة، إضافة إلى مخابئ لتخزين الوقود الصلب والوثائق العسكرية الحساسة.
مديرية الصفراء.. قاعدة عسكرية مفتوحة
تعد مديرية الصفراء واحدة من أكثر المناطق تحصينًا، حيث أقامت الجماعة شبكة من الأنفاق والمخابئ المتصلة تحت الأرض، إلى جانب مجمعات عسكرية متطورة.
وتظهر التحليلات، وفق التحقيق، أن المنطقة تضم منشآت تستخدم في تصنيع الطائرات المسيّرة وإدارة عمليات الإطلاق، ما يجعلها إحدى أهم القواعد الاستراتيجية للحوثيين.
قاعدة وادعة السرية
في منطقة وادعة، بدأت الجماعة في إنشاء واحدة من أكبر قواعدها العسكرية عام 2022، حيث تسارعت وتيرة البناء خلال 2023 و2024.
وبحسب صور الأقمار الصناعية، فإن القاعدة تضم أربعة أنفاق رئيسية على الأقل، متصلة ببعضها عبر مداخل متعددة، ومحمية بمنظومة أمنية مشددة. وقد تعرضت القاعدة لغارات أمريكية في وقت سابق، ما يعكس أهميتها العسكرية.
منشآت سرية تحت الجبال
إلى الجنوب الشرقي لمدينة صعدة، أقامت الجماعة منشآت عسكرية تحت جبل العبلا، حيث تُظهر صور جوجل وجود أنفاق ومخابئ بدأ العمل فيها منذ عام 2019. وتشير التقارير إلى أن هذه المنطقة كانت هدفًا لغارات أمريكية بريطانية خلال 2024، ما يؤكد استخدامها لأغراض عسكرية.
توسع عسكري متسارع
في منطقتي نشور والرزامات، كشفت صور الأقمار الصناعية عن بناء منشآت عسكرية حديثة، بعضها بدأ العمل فيها مطلع 2023. وتظهر الصور خمسة مداخل لمخابئ رئيسية في نشور، إضافة إلى استحداثات عسكرية في الرزامات، حيث استُخدمت بعض المناطق لتخزين أسلحة ومنصات إطلاق صاروخية.
تعتمد مليشيا الحوثي على الخبرات الإيرانية في بناء قواعد تحت الأرض، مشيرةً إلى أنها "استراتيجية دفاع عن النفس" وفق تصريحات زعيمها عبدالملك الحوثي. وتهدف هذه المنشآت إلى تمكين الجماعة من إدارة معارك طويلة الأمد ضد خصومها المحليين والإقليميين، وتخزين الأسلحة بعيدًا عن أعين الاستخبارات الدولية، وفق التحقيق.
مع استمرار الحوثيين في تطوير بنيتهم التحتية العسكرية، يزداد القلق الدولي من استخدام هذه المنشآت في تصعيد الهجمات ضد الملاحة الدولية ودول الجوار. وتبقى صعدة، التي تحولت إلى "أصفهان جديدة"، محورًا رئيسيًا في استراتيجيات الحوثيين العسكرية، ما يجعلها هدفًا محتملاً لضربات عسكرية مكثفة خلال الفترة القادمة.