الخميس 27 مارس ,2025 الساعة: 10:02 مساءً
منعت جماعة الحوثي جميع العاملين في البنوك التجارية من مغادرة مناطق سيطرتها، في خطوة تصعيدية جاءت بعد إعلان عدد من البنوك رغبتها في نقل مراكزها الإدارية إلى العاصمة المؤقتة عدن.
يأتي ذلك في ظل استعداد الحكومة اليمنية لمواجهة اقتصادية جديدة مع الحوثيين، خاصة بعد العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وتصنيف الجماعة "منظمة إرهابية أجنبية".
وأكدت مصادر تجارية في صنعاء لـ"الشرق الأوسط" أن الحوثيين أصدروا قرارًا يمنع جميع موظفي البنوك التجارية والحكومية من السفر خارج مناطق سيطرتهم، حتى لقضاء إجازة عيد الفطر مع عائلاتهم، وذلك عقب تلقي البنك المركزي في عدن طلبات من ثمانية من كبار البنوك التجارية لنقل إداراتها إلى المناطق الخاضعة للحكومة.
وأوضحت المصادر أن أجهزة الأمن الحوثية نشرت تعميمًا بأسماء جميع موظفي البنوك وألزم نقاط التفتيش المنتشرة بين المدن باعتقال أي موظف يحاول السفر، حيث تم احتجاز خمسة موظفين على الأقل خلال الأيام الأخيرة. كما اشترطت الجماعة الإفراج عن أي محتجز بتوقيع تعهد بعدم السفر مجددًا.
بحسب مصادر حكومية، يواجه الحوثيون أزمة متفاقمة مع دخول العقوبات الأميركية حيز التنفيذ واقتراب قرار منع استيراد المشتقات النفطية.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا القرار إلى فقدان الجماعة أحد أهم مصادر دخلها، حيث كانت تعتمد على شحنات وقود مهربة من إيران عبر وثائق مزورة، مما وفر لها موارد مالية ضخمة خلال السنوات الماضية.
كما أشارت المصادر إلى أن البنوك التجارية في مناطق الحوثيين ستكون عرضة للعقوبات إذا استمرت في تنفيذ معاملات مالية لصالح الجماعة، خصوصًا أن معظم الشركات الكبرى هناك أصبحت مملوكة لقيادات حوثية أو تتشارك معهم في رأس المال.
وفي سياق متصل، حذرت إيمي بوب، المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، من أن الصراع في اليمن لم يعد يحظى بالاهتمام الدولي، رغم استمرار المعاناة. وأكدت أن البلاد لا تزال تعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مشيرة إلى أن انخفاض التمويل الدولي بات يشكل خطرًا كبيرًا على ملايين اليمنيين الذين يعتمدون على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.