الإثنين 07 أبريل ,2025 الساعة: 09:50 صباحاً
بعد أشهر من الضربات الجوية الأمريكية المكثفة التي استهدفت الحوثيين في اليمن، بدأت التحليلات تشير إلى أن الحملة الجوية وحدها قد لا تكون كافية للقضاء على التهديد، مما يعزز احتمالية تدخل بري واسع النطاق انطلاقًا من الجنوب والشرق اليمني، بمشاركة قوات محلية ودعم إقليمي ودولي.
وبحسب مصادر دبلوماسية وإقليمية تحدثت لـCNN، فإن الاستعدادات لعملية برية منسقة بدأت تتبلور، تشمل جبهات متعددة: من الجنوب والشرق، وعبر الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة. وتشير هذه التحركات إلى تصعيد غير مسبوق في مسار المواجهة مع الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، والتي لا تزال تسيطر على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة وأجزاء واسعة من شمال اليمن.
فيما استبعد محللون إرسال قوات أمريكية برية بأعداد كبيرة، يُتوقع أن تقدم واشنطن دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا للقوات اليمنية الحليفة، بالإضافة إلى تزويدها بالذخائر المتقدمة. كما أكد الخبير العسكري مايكل نايتس أن الإمارات مستمرة في تقديم "دعم سري" للحكومة اليمنية في عدن، ضمن جهود إعادة التوازن الميداني.
وحسب تقرير سي إن إن، فإن المنظور السعودي يبدو أكثر تحفظًا، مع مخاوف من ردود انتقامية حوثية تطال عمق المملكة عبر الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية. لكن واشنطن، بحسب نايتس، طمأنت الرياض عبر تسريع تزويدها بأنظمة دفاع جوي متقدمة، مشابهة لتلك التي استخدمتها لحماية إسرائيل من الضربات الإيرانية في 2024.
في تصعيد واضح، وصلت قاذفات B-2 وطائرات تزويد بالوقود إلى قاعدة دييغو غارسيا، في خطوة يُنظر إليها كمؤشر على استعداد واشنطن لشن ضربات أكثر دقة واستهدافًا لمراكز القيادة والتحصينات الحوثية، وربما لإيصال رسالة ردع مباشرة لإيران.
يرى محللون أن الضغط العسكري الجوي لم يُجبر الحوثيين على التراجع، وأن الخيار البري قد يكون السبيل الوحيد لدفع الجماعة نحو طاولة المفاوضات أو تقويض سيطرتها. ويقول نايتس: "الحوثيون لا يتزحزحون إلا إذا خسروا الأرض والسكان والموانئ".
مع اقتراب تكاليف الحملة الأمريكية من مليار دولار خلال أسابيع قليلة، وتزايد المؤشرات على محدودية تأثير الضربات الجوية، تبدو الأسابيع المقبلة حاسمة. عملية برية منسقة، بدعم إقليمي ودولي، قد تعيد رسم المشهد العسكري والسياسي في اليمن، وتفتح مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها: المعركة على الأرض.