الثلاثاء 27 مايو ,2025 الساعة: 09:04 صباحاً
"شاهد وما شفش حاجة"...جميعكم يعرف انها عنوان لإحدى المسرحيات المصرية الشهرية، لكنها بالنسبة لسكان تعز ليست مسرحية لإضحاك الناس، بل واقعا يبكي ويدمي، وتصبح الحالة مستعصية عندما يكون الشهود هم الخصوم والحكام.
تنطبق هذه الجملة او العنوان على السلطة المحلية للمحافظة عموما والمحافظ خصوصا، وذلك في جوانب عديدة بل في كل جوانب ومجالات الحياة العامة بالمحافظة، واستعراضها يحتاج لمجلدات من الوزن الثقيل، لذلك سأحاول في هذه السطور لفت انظاركم الى حادثة كان المحافظ ابن شمسان - ولا يزال- شاهدا عليها عيانا بيانا لكنه لعب دور الزعيم "ما شافش حاجة".
إليكم التفاصيل بحسب شهادات سكان المنطقة وجيران مسرح الواقعة وتأملوا الصور أدناه جيدا زيادة في التأكيد ومعاينة علاقة التجاور المكاني بين الجاني والمحافظ.
في حي المجلية، بمدينة تعز، هذا الحي الذي لطالما عرف بين سكان المحافظة باسم "الحي الراقي"، يوجد مقر إقامة المحافظ، وعلى بعد أمتار منه تدور أحداث دراماتيكية، بطلها مواطن مسنود بمكتب الاشغال يحاول التهام شارعين، احدهما رئيسي والاخر فرعي يحاذيان أرضيته، ومواطنين يسعون لكبح المد الهجومي النهبوي.
يبدو ان الرجل عمل - لتمرير اهدافه - بنصيحة الشاعر الذي قال : فهي اللسان لمن أراد فصاحة، وهي السلاح لمن أراد قتالا"، فكان له ما أراد...والخسارة يعوضها مطعم السعيد.
بغض النظر عن قصة الأرضية المريبة، وصحة ما يقال بأنها مررت له بناء على وثائق متعوب عليها، خصوصا وان الشراء كان من بائع لا يملك، او عدم صحتها، فإن الرجل شرع في بناء المنزل ووضع سواتر امام الانشاءات، أثارت الشك في عقول الجيران ودفعهم لسؤاله عن الهدف منها، فقال انها من اجل الحفاظ على المنظر العام...الرجل ذواق وأنيق.
بعد فترة بسيطة أزيلت السواتر، وتفاجأ الناس باختفاء أجزاء من الخط الرئيسي الذي يربط مديرية صبر الموادم بمدينة تعز، واجزاء من شارع فرعي يربط عدة حارات ببعضها.
جن جنون بعض الجيران، وانتقدوا بشدة، حتى من لهم علاقات ببعض المسؤولين أجروا اتصالات، لربما تكون السواتر قد خدعت أبصارهم وحدث الامر فجاة، لكن الحقيقة انهم كانوا يعلمون كل التفاصيل من وراء وأمام الستار ومنذ بدايته.
هل يكتفي الرجل بذلك؟..طبعا لا..فلديه ظهر كبير، بل أظهر كثيرة، حتى انه تحدى بعض السكان الذين انتقدوه وقال لهم لن تستطيعوا فعل شيء، ودفعته هذه الثقة لبناء بلكونة سيطر من خلالها على اجزاء من الشارع الفرعي..الان من يريد المرور من هناك عليه قياس ارتفاع سيارته وان كان راجلا ربما عليه أن يحني رأسه حتى لا يصطدم بالبلكونة... وفي هذه الحالة يجب على مكتب الاشغال ان يعلق لوحة يكتب فيها : ممنوع مرور الشاحنات والسيارات المرتفعة، والاشخاص الذين يزيد طولهم عن متر و80 سم.
الكارثة أن كل هذا يحدث أمام أعين المحافظ الذي لا تبعد مقر اقامته عن البناء الا امتار قليلة، وبدلا من ايقاف الجريمة، منح المحافظ الرجل دفعة معنوية ومكافئة جزيلة بالسماح له بربط مجاري المياه بالتمديدات الخاصة بمقر إقامته.
وكأني أتخيل المحافظ يقف خلف نافذة مجلس مقيله يشاهد المنزل الجديد مفتونا به وبموقعه، ويطرب لذلك على أنغام "ومن الشباك لرميلك حالي"، لكن ليس باليد حيلة، فالطيور طارت بأؤزاقها.
بالنسبة لادارة المديرية وخصوصا مكتب الاشغال هناك، الذي سمح بنهب اجزاء من شارعين، لن اتحدث عنه، بل سأترك لكم التعليق وللمحافظ ولجهاز الرقابة والمحاسبة ولهيئة مكافحة الفساد.
المنزل باللون الاصفر منزل المحافظ والاحمر المنزل المتمدد بفعل برودة الضمير لدى المسؤولين.