روزا.. صوت الثورة القادمة
السبت 31 مايو ,2025 الساعة: 03:31 مساءً

ما يحدث من حراك نسوي في تعز وعدن رفضاً للاوضاع الاقتصادية الراهنة، انما هو أبلغ تعبير عن مدى ما وصل إليه الناس من معاناة ومكابدة وفقر  جراء التدهور المتسارع والمريع في كافة الجوانب الاقتصادية والأمنية والتعليمية والخدماتية ككل.

 هذا الحراك ينذر بثورة شعبية ستأتي بلا شك،  خاصة في ظل عدم وجود معالجات لإيقاف هذا التدهور، خلال الأيام الماضية برزت اصوات نسائية معبرة عن جموع المواطنين، ولعل أبرز صوت كان للفتاة روزا التي تحدثت بمرارة عن أوضاعنا وعن احوالنا، عن مدى البؤس الذي يعيشه المواطن، جمعت كل المظاهر السلبية التي هي متحكمة في تعز،  من انعدام الخدمات كالماء والصحة والامن إلى لقمة العيش التي لم يجد كثير من ابناء شعبنا مصادر دخل ليوفر قيمتها، الفساد يتسع يوماً عن يوم،  دخل المدينة وايراداتها مبالغ تفوق ما قد يتصوره البعض،  لكنها ايرادات تذهب الى جيوب خاصة،  يتم محاصصتها بين ذاك وذاك من المسئولين،  وجيشهم من المنتفعين واصحاب المصالح، ولو استخدمت لصالح المدينة واحتياجات سكانها لكفت، الوضع لا يطاق وما يجري ليس سوى بداية شرارة ثورة قد تقتلع كل هذه القيادات التي في هرم السلطة المدنية والعسكرية، اصبحت الامور مكشوفة والمواطن يكاد صبره ينفذ، لأنه يعلم الواقع المر وعدم وجود دولة حقيقية تقوم بواجباتها، وعدم قدرة هذه الدولة الكرتونية على اكمال عملية تحرير البلاد من سطوة ميليشيا الحوثي،  ولعل التصريح الأخير لرئيس مجلس القيادة الرئاسي حول خضوع الدولة لتهديدات الحوثي كما حدث لطائرات اليمنية يساهم اكثر في غليان شعبي يقلب الموازين على الداخل والخارج سعياً للخلاص الوطني من هذه الاوضاع،  ما حديث روزا إلا جرس انذار للجميع بأنه قد بلغ السيل الزبى ولم يعد الناس قادرين على التحمل اكثر،  واذا ما قرروا الخروج فلن يتراجعوا ولن تقف بندقية أو أي سلاح في وجوههم، خروجهم سيكون تحت عنوان ان مكثت بالبيت او التزمت الصمت سأموت جوعاً او على يد مسلح ليس له ضابط،  او ان اخرج بكرامتي واموت وانا احاول قلع اسباب الوضع الراهن من الجذور،  هذه ستكون خاتمة المشهد الذي روت اسبابه بواقعية والم وصوت موجوع روزا الصوت الآتي من قاع الشعب.


Create Account



Log In Your Account