الأحد 08 يونيو ,2025 الساعة: 05:11 مساءً
حتى لا تتحول تعز إلى شيكاغو جديدة..
في مطلع القرن العشرين، واجهت شيكاغو مصيرًا مأساويًا أدى إلى انهيارها، نتيجة تجاهل نخبها وصراعاتهم على الثروة والسلطة. لكن ما الذي حدث بعد ذلك؟
تحولت المدينة، التي كانت يومًا ما مركزًا صناعيًا وتجاريًا مزدهرًا، إلى مسرح للجريمة والعنف. أصبحت تعاني من الفقر المدقع والتفكك الاجتماعي، حيث استغل الانتهازيون الفرصة في البداية، ثم تطورت تلك الفئة إلى لوبي متنوع من القوى، مما أتاح لهم السيطرة وخلق عصابات منظمة. هذه العصابات استغلت الوضع وقامت باحتكار جزء من الموارد المالية، واليوم تسعى لإنشاء سوق سوداء تتحكم في جميع جوانب الحياة.
السكوت عن الفساد: طريق إلى الفوضى والهلاك
إن السكوت عن الفساد وعدم توحيد الصفوف، يسرع من سقوط الجميع ويهدد بإلتهامهم. إذا استمرينا في سياسة النكاية والتناحر، وتأجيل حركة الخلاص والتصحيح الجاد، فسنكون قريبين من مصير مظلم، ليس فقط للأحزاب والنخب والسلطة بل للمجتمع ككل. إلا إذا كان ذلك يرضيكم، فهذا موضوع آخر.
نداء للتغيير: لنكن جزءًا من الحل
نقف أمام خيارين هامين:
الأول: للقوى الانتهازية.
أولًا، نود أن نعبر عن إعجابنا العميق بذكائكم، إذ تمكنتم من شق طريقكم بنجاح رغم التحديات ورغم وجود القوى والأحزاب ورئيس الدولة ورئيس النواب ورئيس الوزراء لذلك نتقدم اليكم بكل تواضع ونراهن عليكم ان وافقتم بما ندعوكم اليه
ندعوكم اليوم للقيام بواجبكم الوطني تجاه مدينتكم واستغلال تلك القوة الفائقة التي لديكم، والتوقف عن الفساد لمدة خمس سنوات فقط نكرر خمس سنوات فقط.
هذه الخطوة ليست مجرد فرصة عابرة، بل هي قرار تاريخي لإعادة بناء الدولة واستثمارها في مستقبل يزدهر فيه المجتمع وتستقر فيه الحياة ولا شك سيكون لكم النصيب الاوفر وستكونوا النواة لمدينة مزدهرة.
وستصبحون بقادم الايام بمكان من هم اليوم يتزعمون المشهد
إن الاختيار بين الاستمرار في الفوضى أو المساهمة في التغيير الإيجابي يعتمد على إرادتكم، خاصة إذا رفضت النخب الممصلة عن تعز او تقاعست.
في هذه الحالة، ستكونون كـ"اللص الشريف" والذي أصبح مثالًا يحتذى به، حين سُئل عن سبب عدم سرقته للقافلة، فأجاب: "إنني اليوم صائم ولن أسرق حتى لا أقطع الصلة مع الله، بل إنني أترك بيني وبينه الباب مواربا، نصفه مفتوح ."
هل أنتم مستعدون للقيام بهذا التغيير التاريخي الذي نراهن عليه ونأمل أن يكون الأقرب إلى الواقع، من أجلكم ومن أجلنا؟ اتركوا نصف الباب مفتوحًا وادخلو منه للتاريخ
ثانيًا: لبقايا القوى الوطنية
رغم الكارثة التي حلت بشيكاغو، استطاعت المدينة أن تستعيد مكانتها من خلال مجموعة من الإجراءات الفعالة. كانت تلك الخطوات جريئة، حيث تم تنفيذ إصلاحات أمنية شاملة لمكافحة الجريمة، وتعزيز التعاون بين القوى الوطنية والمجتمع المحلي عبر برامج شراكة فعالة.
التعليم والفئات الضعيفة عنصر للنصر
تحسين جودة التعليم وتطوير المدارس كان له أثرٌ كبير في تقليل معدلات الجريمة على المدى الطويل. كما أُطلقت برامج اجتماعية لدعم الفئات الضعيفة، واستُثمرت الموارد لتحسين الخدمات الأساسية. هذه الجهود لم تكن مجرد إنقاذ للمدينة، بل أعادت لها إنسانيتها وهويتها.
دعوة للعمل المشترك
اليوم، يجب علينا كأبناء تعز أن نتجاوز الانقسامات ونستعد للعمل معًا لتحقيق مستقبل أفضل. لن يتحقق ذلك إلا من خلال التحالفات القوية والتعاون البناء. يجب أن نكون صوتًا واحدًا ضد الفساد، وأن نتبنى أساليب جديدة للتغيير الفعّال.
لنتخذ من تجارب المدن الأخرى دروسًا لنا، ولنتعلم كيف يمكن للتضامن والمثابرة أن يصنعا الفارق. فالمستقبل ليس مجرد حلم، بل هو نتيجة الجهود المشتركة التي نقوم بها اليوم.
خلاصة
علينا أن نكون شجعانًا بما يكفي لمواجهة التحديات، وأن نكون ملتزمين بتحقيق التغيير الإيجابي. إذا لم نتحرك الآن، سنجد أنفسنا في دوامة الفوضى التي لا مفر منها. دعونا نعيد تعز إلى مكانتها، ولنكتب معًا قصة جديدة مليئة بالأمل والإرادة.