الإثنين 25 أُغسطس ,2025 الساعة: 04:46 مساءً
بلد فرضت عليه البنية السياسية هذا الواقع عشنا فيه ولم نتساءل عن أسباب معطياته في النصف الأول من التسعينات.
كانت هذه هي مدينة الحديدة، من السلخانة وحارة البيضاء شمالاً وهُنا أُسكن العائدون من السعودية حين تداعت عليهم الظروف السياسية المرتبطة بحرب الخليج الثانية وجنوبًا حيّ الربصة.
نفرتّ إليها بيوت تجارية من فروض الاقتصاد الاشتراكي وإكرهاته في جنوب اليمن ما قبل عام {1990}، تهامة هذه الأرض المباركة بموقعها الجغرافي الحسّاس في البلاد اليمنية، من جنوب جيزان شمالاً حتّى باب المندب وشرقه تشكّل الحديدة معظمها إدارياً.
لم توظيفها السلطة الحاكمة لمصلحة الدولة، ضمن خطط إستراتيجية:اقتصادية وأمنية لمحاذيرها السيادية.
الحال هنا لم يكن مقصوراً على الحديدة وحدها.
تداعيات اليوم جاءت لسياسات الماضي المنحرفة، بعد ستين عام من الثورات اليمنية، نرتدّ سياسياً أمّ ماذا؟
فالواقع الماثل يرينا سلوك وأفعال أمريكية وإقليمية مريبة وسلطة محكومة به تشكل الحديدة، ثقل سكاني وزراعي وصناعي إنّها اليوم محكومة بحسابات سياسية فأغلقت!! براً وبحراً دمَّر الكيان الإسرائيلي، موانئها ومنشآتها الحيوية وعلى بحرها تبدَّت حسابات إقليمية ودولية.
فبدلاً من ان تكون هذه الواجهة الجغرافية، داعمًا لقوة الدولة، تحوّلت لنقطة،ضعفها وخطر مهدّد على أمنها.
طوّرت الدول المشاطئة للبحر الأحمر موانئها بعد توقيع إتفاقية الحدود بين اليمن والسعودية، غتحوّلت جيزان لمنطقة اقتصادية تُنافس بمينائها موانئ المنطقة.
لم تكُّن اليمن كدولة لها الجزء الجنوبي من البحر الأحمر تملك نظام سياسي ذو طبيعة إستراتيجية.
اليوم ها هي المتّغيرات والأجندات الدوّليّة الحاسّمة تستبدّ بالبلاد وتقارب مابين الأمس واليوم وتمضي بتعقيداتهما، فالمشكلات التي كانت حلولها قصيرة أصبحت حلولها الآن تحتاج سنوات، وربمّا عقوداً بأبعادها السياسية والثقافية والاقتصادية ومحكومة بمتغيرات إقليمية ودولية.