الثلاثاء 26 أُغسطس ,2025 الساعة: 01:43 مساءً
كثر الحديث مؤخرًا عن موضوع "الإعاشة" للموظفين اليمنيين في الخارج، ولا ندري ما الذي أعادها فجأة إلى الواجهة وهي مستمرة منذ سنوات.
وطالما اصبحت حديث الساعة سنتنفس عبرها لكن من اجل تصحيح المسار وتوضيح الرؤية، حيث التبس الأمر عند كثيرين وظنّوه شرا لهم، فيما هو في جوهره خير للشرعية ولليمنيين.
إن من الأهمية بمكان أن نحول هذا "الشر المزعوم" في نظر بعض أبناء يمن الداخل، إلى الخير الذي يراه يمنيون الخارج السلطة الشرعية+ الاعاشيون.
فقد حان الوقت لنفهم أن هؤلاء هم بالفعل من يرفعون رأس اليمنيين عاليا في ساحات الاغتراب، وليس كما يظن بعض المشككين في الداخل ممّن لا يدركون حقيقة الدور الذي يقوم به هؤلاء الإعاشيون لصالح شرعيتنا المباركة وشعبنا اليمني بالداخل.
من قصور الخليج إلى "روفلة" اليمنيين: معركة الصورة والواجهة
في الماضي، حين كان أحدنا يسافر إلى دولة عربية، كنا ننظر بحسرة إلى الخليجيين وهم يتنقلون بسيارات فارهة، ويسكنون قصورا فخمة، ومعهم اجمل الفتيات ويعيشون حياة البذخ في الملاهي الليلية. وكانوا كانوا يدخلون في منافسات طريفة وحامية مع الليبيين حول الراقصات والفنانات، كانوا كفرسي رهان في ميدان لا يخلو من إثارة ولهو ومرح والتحدي وكانت اليمن للاسف خارج هذه المعارك الناعمة والهامة.
الدبلوماسية الماجنة تنتصر على صواريخ الحوثيين
اليوم، يدخل اليمنيون مضمارا جديدا لمواجهة الحوثيين: ميدان الدبلوماسية الشعبية والواجهة الاجتماعية عكس دبلوماسية الصواريخ التي تجلب السمعة السيئة مثل الارهاب.
لكن الدبلوماسية الشعبية والاجتماعية والنزول المباشر للرأي العام العربي والعالمي مباشرة هذا يحتاج الى براءة إختراع فهو مجال لا يقل شأنا عن أي ساحة سياسية أو عسكرية، لأنه يعكس صورة اليمنيين في الخارج ويبرزهم بوصفهم ورثة حضارات عريقة يمتلكون الكثير من المال الذي تركه السبأيون والمعينيون ويمتلكون اكثر من الحنان والدفء للجنس الناعم الذي اصبح يشكل الاغلبية السكانية بالعالم
*من أهل الصفة وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان إلى أهل الإعاشة*
شرعيتنا تيدع بالابتكار وقدرتها على صناعة تعدد الجبهات الدبلوماسية ضد نظام صنعاء، ويمكن تلخيصها في الآتي:
1- الدبلوماسية الرسمية: من خلال السفراء، القادة، العلماء، النواب، والضباط الذين يتحركون في المحافل الدولية، شارحين القضية اليمنية ومعاناة يمنيون الداخل، وكيف يمكن فتح أبواب الرحمة لهم بالهجرة إلى أرض الله الواسعة.
2- الدبلوماسية الشعبية (الإعاشيون): وهم "أهل الإعاشة"، أصحاب الدور الموازي والمكمل للجانب الرسمي وهو الاقوى، عبر احتكاكهم المباشر مع مختلف الفئات في الملاهي، المراقص، المدن السياحية، السواحل، والفلل الفارهة. حيث قد تلتقي هناك بالنخب العالمية، وقد يصادف أن يقتنع أحدهم بدور الشرعية ويقف إلى جانبها. ومن هنا يصبح دعمهم وتوفير الإعاشة لهم ضرورة، لا رفاهية، كما يظن البعض وهو ما شاهدناه بقول أحدهم الإعاشة حق مكتسب وضرورة مش ترف ولا لعب!!!؟؟.
إننا نضيف إلى أدبياتنا الاسلامية والعربية وننتقل من أهل الصفة وأهل بدر وأهل بيعة الرضوان لنصل إلى أهل الإعاشة
(نصرني الشباب وخذلني الشيوخ) شباب الشرعية من الخنادق الى الفنادق والملاهي والقصور
اليوم، عند السفر، ترى بأم عينك وصاحب التكس يخبرك عن الفلل والقصور والسيارات الفارهة والفنادق المزدحمة بالشباب والشابات اليمنيين.
وهنا يتضح أن الشرعية تعمل بصمت وانها غير نائمة او قد باعت القضية عندما ترى كل ذلك تدرك أن من ينصر الشرعية ليس فقط أصحاب الخطابات الرنانة والبدلات الرسمية والوزارات المعنية بالحرب، بل هؤلاء الذين يمثلون حضورا شعبيا واقعيا الجنود الحقيقين والمجهولين ويجب ان نحاسب من فضح وأثار رواتب أهل الاعاشة
تدرك الشرعية من خلال قراءة التاريخ البعيد والقريب خذلان الشيوخ للشرعية في المعارك سابقة، فجاء الفكر السياسي الجديد لسلطة الشرعية بعنوان دور الشباب خاصة المعدلين وذو الشعر الاصفر والعيون الزرق لينهضوا باليمن ويرفعوا اسمها عاليا.
الجهاد الأكبر: بين "هاملت" والشرعية… أن نكون أو لا نكون
إننا نكاد نسمع صدى قول الأمير هاملت في مسرحية شكسبير الشهيرة: "أن تكون أو لا تكون، تلك هي المسألة." ونحن على يقين أن حكومتنا قد اختارت الطريق الأصعب: أن تكون محاربة مميزة، لكن بطريقتها اليمنية الجديدة والخاصة، حيث الجهاد الأكبر في ميادين الملاهي والفلل والسواحل وبين الفاتنات وهو الاصعب ويحتاج الى نظريات واساطين الفكر والاقناع!
النجاح وعمر سيدنا نوح
نحن نؤمن أننا لسنا أحرص من الرئاسة والحكومة والنواب على أموال الدولة وممتلكاتها. نثق أن الشرعية تسير بخطوات ثابتة نحو المجد، حتى لو استغرق الأمر ألف سنة من "الجهاد الأكبر". المهم أننا نسير في الطريق الصحيح نحو الخلاص الأبدي لليمن والخلاص من اليمنيين.
فطالما أنكم تؤسسون لمجد خالد وتاريخ لا يزول، نقول لكم:
يا رئاسة، يا حكومة، يا نواب: إلى الأماااام…سررر معتداال ماااارش، بخطوات واثقة، لا تستعجلوا. فكل خطوة وإن بدت بطيئة، فهي مشبعة بالأمل والجهاد، ونحن على يقين بقدرتكم على النصر.