الثلاثاء 26 أُغسطس ,2025 الساعة: 01:00 مساءً
نحن رفضٌ رافضٌ إن مسنا
ظلم ظلام بعيداً أو قريبا
نحن رفضٌ رافضٌ لكننا
نعشق الحق جليلاً ومهيباً
الى قوله:
وسمنضي رافضين
كل من قد جاء لكي يدجي ضحانا
وسنمضي داحضين
كل من قد شاء للناس الهوانا.
الفضول رحمه الله.
تعز هي الكتلة الحرجة:
الكتلة الحرجة، جسدتها تعز من خلال مواقفها الوطنية تجسيداً صادر عن سلطة أخلاقية مسؤولة تجاه الوطن عموماً.
لكننا قبل أن نستعرض أبرز تلكم المواقف:
رأينا أن نوضح مفهوم الكتلة الحرجة أولا.
مفهوم الكتلة الحرجة:
فلاسفة الاجتماع السياسي يقولون: مفهوم الكتلة الحرجة يعني :
وجود ثلة مفكرين ومثقفين من كل الأطياف والتوجهات والتخصصات العلمية المختلفة، تجتمع على القواسم المشتركة إنسانياً ووطنياً وسياسياً ونهضوياً وحضارياً على المستويين النظري والعملي؛ مستندة علي مبدأين اثنين:
الأول: نكران الذات.
الثاني: أولويات القضايا،
وبالتالي فهي تقدم الجهد و الوقت والمال،
وغير ذلك، ولم تنتظر من الشعب جزاء
ولا شكورا..!
تجليات الكتلة التعزية
أمام موسوعة غينيس:
سنبدأ بأهم التجليات المتجسدة على أرض الواقع الراهن، مؤكدين أننالسنا مبالغين إن قلنا عنه إنه تجسيد غير مسبوق عالمياً، وبالتالي فهو جدير بل وبامتياز أن يسجل في موسوعة غينيس العالمية..!
تجسيد زاخربالدلالات التي تكشف عمق الوعي الثقافي وطنياً وسياسياً و تكشف في ذات الوقت صلابة الكتلةالحرجة نضوجها- النوعي والأفقي والعمودي على السواء؟!
هذا التجسيد هو:
3653 يوماً :
ثلاثة آلا ف وستمائة وثلاثة وخمسون يوماً في ساحة الحرية:
القارئ العزيز، لو بحثنا في التاريخ العالمي قد لا نجد اعتصاً ما سلمياً مطالباً بالحرية والديمقراطية استمر عشر سنوات!
نعم عشر سنوات وثلاثة وخمسون يوماً ولولا وباء كورونا..مافارقت تعز ساحة الحرية..
وربما لو انتهى الوباء فستعود (كتلة تعز) الى الساحة! ذاك اولا..
ثانيا:
الاعتصام المبكر :
لقد كانت تعز هي السباقة قبل كل المحافظات حيث تجمهر الشباب في الساحة تلتها ساحة التغيير بصنعاء.
ثالثاً :
موروث وطني حاضر:
روى المؤرخ الأكوع في كتابه حياة عالم وأمير أن الإمام يحيى إبان حربه مع السعودية عام 1352هج. 1932م. حرر استدعاء لإيطاليا بأن تدخل ببارجة بحرية الى المخاء وتحتلها معللاً طلبه بأنه للحيلولة أمام التدخل السعودي.
وفعلاً وصلت البارجة أو السفينة الايطالية الي المخا وعرضت مذكرة الامام على العامل،
فابدى امتعاضه وحضر الشيخ النعمان والد الأستاذ النعمان الثائر المعروف وكان هو قائد حماية الثغر الساحلي،
فعرض عليه القائد الايطالي مذكرة الامام، لكن النعمان رد قائلاً : القرار هنا للشعب الذي سيحمي وطنه وليس الامام،
فالامام هو فرد في قرار كهذا، فانصرف القائدالايطالي.
هذا الموقف الشجاع والوطني يكشف لنا عن ثقافةٍ شامخةٍ تجسد صلابة ومتانة العقيدة العسكرية تجاه الوطن مستندة الى سلطة أخلاقية استثنائية مسؤولة لإبن تعز في ذلك التاريخ..
أجزم وبثقة أن هذا الموقف التعزي الذي رسخه النعمان رحمه الله، كان حاضراً لدى كتلة تعز المستعصية إزاء غطرسة الطائفية السلالية التترية،
المخمورة بالنصر المصطنع من خلال الموقف الهزيل لجيش النظام السابق.
في الحلقة القادمة إن شاء الله سنفصل أكثر
عن كتلة تعز أمام الطائفيه.
رابعاً :
ابداعات تعز:
ذكرنا أن مفهوم الكتلة الحرجة يتكون من أطياف وتخصصات مختلفه..الخ.
هذه المكونات حاضرة في كتلة تعز، سنذكر منها ثلاثة مواقف:
1- جهاز كاشف الالغام:
فور طرد المليشيا الانقلابية من جامعة تعز
وكانت ساحات الكليات مشحونة بأنواع العبوات الناسفة، حضر طلاب كلية الهندسة وتقنية المعلومات وكان المشهد مرعباً، فبادر عدد من الشباب الذين لم يتخرجوا بعد، وبالرغم من شحة الامكانات فقد صنعوا جهاز استشعار العبوات على بعد عشرة امتار.ط، وهذا يفوق الصناعة الخارجية ثلاثة أضعاف!
2 - تحضير الأوكسحين:
اشتد الحصار علي تعز وقطعت طريق عدن وكل الطرق، فانتهت مادة الاوكسجين وكان وصول الاسطوانة المستوردة عبر الدواب وبمشقة وطريق متعرج.
وفجأة أعلن عدد من متخصصي الصيدلة توليد الأوكسجين وتم اسعاف مرضى الضنك والكوليرا والجرحى وغيرهم.
3 - توليد الطاقة:
في هذه الآونة -وسط الحصار الخانق لتعز منذ 6 سنوات ورغم الحرمان الطويل امده، خرج شباب تعز بتقنية تحويل النفايات الى طاقة وقود.
4 - مبادرة جديرة:
كلنا يسمع عن البروفيسور ايوب الحمادي المقيم في المانيا صاحب تخصص نادرفي مجال مستقبل الحاسوب. باختصار نحن أمام تخصص لا يمكننا التفكير تجاه البروفيسور أنه سيخدم وطنه اليمني، غير ان ثقافة الكتلة الحرجة حاضرة لدى ابن تعز،
وها هو البروفيسور يقدم مبادرة عبر منظمات الزراعة العالمية ويحصل علي دعم لإعادة زراعة انتاج البن اليمني المشهور في منطقة بني حماد.
(وبن وادي بني حماد عذب الجنى)
هذه المبادرة القادمة من خارج تخصص ابن تعز تعطينا دلالة على مدى حضور ثقافة الكتلة الحرجة حسب مفهومها فلسفياً واجتماعياً.
وليس أخيراً :
هذه هي الخطوة الثالثة نكون من خلالها قد اقتربنا معك أخي القارئ العزيز نحو اجابة السؤال..
لماذا تعز..؟
حرمان..حصار.. خلايا نائمة، عدم تحرير، تقطيع لمديرياتها،
نلتقي بعونه سبحانة مع الخطوة الرابعة..