كيف ينظر إلى الدعوات الحوثية للبحث عن حلول عاجلة لإنهاء الحرب في اليمن في ظل تصاعد التوتر الاقليمي؟
الثلاثاء 17 يونيو ,2025 الساعة: 07:36 مساءً
الحرف28 -متابعة خاصة



تشهد الساحة اليمنية تحركات داخل مليشيا الحوثي تدعو إلى البحث العاجل عن حلول للأزمة المتفاقمة، في ظل تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل التي تلقي بظلالها الثقيلة على الملف اليمني. حيث عبّرت أصوات من داخل المليشيا عن خوف متزايد من انهيار مشروعها السياسي نتيجة التطورات الإقليمية السريعة.

ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر مطلعة - لم تسمها- أن بعض قيادات المليشيا طالبت رئيس وفدها التفاوضي، محمد عبد السلام، بالتحرك السريع نحو بحث مخرج للملف اليمني، في خطوة تبدو استجابة مباشرة لتصاعد التوتر الإقليمي بين إسرائيل وإيران، وما قد يترتب على ذلك من تداعيات واسعة على اليمن والمنطقة.

وطبقا للصحيفة ذاتها، يرى محللون يمنيون، أن هذه الدعوات تأتي في سياق نمط سلوكي متكرر لدى مليشيا الحوثي، يظهر عند تعرضها لمواقف ضعف أو تغيرات في موازين القوى لا تصب في مصلحتها. وهو ما يعكس رغبة تكتيكية في التراجع مؤقتاً والبحث عن حلول سلمية تخفف من الضغط عليها.

وفي سياق متصل، أكد الكاتب اليمني همدان العليي أن مليشيا الحوثي لطالما اتبعت أسلوب طلب الوساطة في اللحظات الحرجة، وهو نهج ثابت منذ الحروب الست التي خاضتها المليشيا في محافظة صعدة. وأوضح أن المليشيا تلجأ لهذا الأسلوب كوسيلة لتخفيف الضغوط الميدانية والسياسية، محاولين تخدير خصومهم عبر وساطات تديرها شخصيات محسوبة عليها أو قريبة منها.

وأشار العليي إلى أن هذه الوساطات كانت حاضرة سابقاً عندما حاولت المليشيا إقناع الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح بوقف العمليات العسكرية ضدها، حيث استجابت الدولة لتلك الدعوات مؤقتاً قبل أن تعود المليشيا إلى التصعيد مجدداً، مشدداً على أن مثل هذه الخطوات لا تعني تنازلاً حقيقياً عن المشروع الانقلابي.

بدوره، رأى الكاتب السياسي عبد الله إسماعيل أن مليشيا الحوثي، كونها أحد الوكلاء الإقليميين لطهران في المنطقة، تتأثر بشكل كبير بما تمر به إيران حالياً من «انكشاف» وضعف. وأضاف أن هناك مخاوف حقيقية لدى المليشيا من تكرار السيناريوهات التي مرت بها أذرع إيران الأخرى مثل حزب الله في لبنان ونظام بشار الأسد في سوريا.

وأشار إسماعيل إلى أن المليشيا منقسمة بين من يعتنق المشروع الإيراني كمرجعية، ومن يتمسك بمشروع الإمامة اليمني التاريخي، مما يجعل أي خطوات تراجع أو محاولات للبحث عن حلول مجرد حركات تكتيكية لا تعكس تغييرات حقيقية في أهدافها.






Create Account



Log In Your Account