الثلاثاء 17 يونيو ,2025 الساعة: 08:02 مساءً

الحرف28 -متابعة خاصة
اقتحم مسلحون قبليون بمديرية عنس، شمال محافظة ذمار، مقرات تحصيل تابعة للمليشيا الحوثية في تصعيد غير مسبوق على خلفية صراع داخلي بين قيادات حوثية حول الجبايات، واحتجاجًا على الضرائب غير القانونية التي أثقلت كاهل السكان.
وقالت مصادر محلية إن المئات من المسلحين القبليين هاجموا مقرات الضرائب والجمارك التابعة للحوثيين بمنطقة سامه بمديرية عنس، وأقدموا على إحراق مكتب مستحدث وتكسير "كنتيرات" كانت تستخدمها الجماعة لجمع الجبايات، كما سيطروا على بعض النقاط الأمنية التابعة للمليشيا.
ويعود التوتر إلى خلاف بين المحافظ المعيّن من الحوثيين محمد البخيتي، وسلفه محمد حسين المقدشي، وكلاهما من الموالين للجماعة، على تقاسم عائدات مادة "النيس" التي تُستخرج وتباع في المنطقة. حيث فرض البخيتي جبايات إضافية على الأهالي فوق الرسوم الرسمية، ما أثار غضب القبائل.
وأفادت المصادر أن قبائل عنس، بقيادة المقدشي، كانت قد اجتمعت مع البخيتي قبل شهر، واتفق الطرفان على وقف الجبايات "حفاظًا على الجبهة الداخلية"، إلا أن البخيتي واصل فرضها، ما أدى إلى اندلاع المواجهات.
وأظهرت مقاطع مصورة متداولة، عناصر مسلحة وهي تزيل الكنتيرات وتقلبها، في مشهد يعكس تصاعد الغضب الشعبي والقبلي في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وغياب الخدمات الأساسية في مناطق سيطرة الحوثيين.
وكان المقدشي قد حذر في تغريدة على منصة "إكس" من افتعال أزمات داخلية، قائلاً: "نحن لم نعترض على ركاز أو إيرادات رسمية، ولكن اعترضنا على أمور غير رسمية، ونحمّلكم مسؤولية حدوث أي مشكلة".
وتشهد محافظة ذمار توترًا متصاعدًا مع تنامي رفض القبائل للنهب المنظم الذي تمارسه المليشيا تحت مسميات الجبايات، وسط مؤشرات على اتساع رقعة المواجهات في حال استمر هذا الوضع.