الأربعاء 23 يوليو ,2025 الساعة: 08:54 مساءً
متابعات
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الأربعاء، إن جماعة الحوثيين المسلحة نفذت هجمات على سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر خلال الفترة من 6 إلى 9 يوليو/تموز الجاري، ما يشكل خرقًا للقانون الدولي الإنساني قد يرقى إلى جرائم حرب، بعد أن أسفرت الهجمات عن سقوط قتلى وجرحى بين أفراد الطاقم، واحتجاز ستة منهم.
وأوضحت المنظمة أن السفينتين إم في ماجيك سيز وإم في إيترنتي سي، وكلتاهما ترفع علم ليبيريا وتديرهما شركات يونانية، لم تكونا أهدافًا عسكرية مشروعة بموجب قوانين الحرب، كما لم يكن لهما أي صلة بإسرائيل، خلافًا لمزاعم الحوثيين الذين برروا الهجوم بموقفهم العدائي من إسرائيل.
وقالت الباحثة في شؤون اليمن والبحرين لدى المنظمة، نيكو جعفرنيا، إن "الحوثيين يسعون لتبرير هجماتهم غير القانونية بالإشارة إلى الانتهاكات الإسرائيلية، لكن ذلك لا يمنحهم شرعية لمهاجمة سفن مدنية".
وغرقت السفينتان في مياه البحر الأحمر بعد استهدافهما بصواريخ وقوارب مفخخة، وأشارت المنظمة إلى أن الهجمات تسببت في تسرب نفطي كبير يُهدد البيئة البحرية، خاصة في المناطق القريبة من السواحل الإريترية واليمنية. كما انتقدت استمرار احتجاز الطاقم الذي تم إنقاذه، في انتهاك صريح للقانون الدولي.
وذكّرت هيومن رايتس ووتش بأن "دليل سان ريمو" والقانون الدولي الإنساني يحرّمان استهداف السفن المدنية ما لم تشارك في عمليات قتالية مباشرة، وهو ما لا ينطبق على السفينتين.
وأكدت هيومن إن الهجمات تُشكل تهديدات بيئية طويلة الأمد للمنطقة. ودعت إلى تحقيق مستقل ومحاسبة المسؤولين، والتعامل العاجل مع التبعات البيئية والإنسانية الناجمة عن هذه الهجمات.
وقال ويم زوينينبورغ، محلل في منظمة "باكس" الهولندية غير الحكومية، إن صور الأقمار الصناعية تظهر بقعا نفطية كبيرة تنساب من المناطق التي غرقت فيها السفينتان. قال إن بقع النفط تهدد الحياة البرية في بيرا إيزولي، وهي محمية طبيعية على ساحل إريتريا وموطن لمجتمع صيد.
قال إن باكس رصدت أيضا، حتى 22 يوليو/تموز، "بقعا نفطية تنجرف إلى شواطئ مجتمع الصيد الصغير في إيدي".
وتأتي هذه الحوادث في سياق تصاعد التوترات في البحر الأحمر، حيث سبق أن هاجم الحوثيون عشرات السفن منذ أواخر 2023، في حين اتهمت المنظمة إسرائيل أيضًا باستهداف منشآت مدنية في اليمن، مؤكدة أن الانتهاكات من جميع الأطراف قد ترقى إلى جرائم حرب.